بدأت عدد من المواقع الإعلامية الفرنسية تتناقل أخبارا وتقارير حول أن المفوضية الأوروبية التي تسعى إلى مكافحة أمراض الحساسية سوف تعيد النظر في التدابير المنظمة لصناعة العطور، مما سيجبر المصنعين على تعديل تركيبة بعض أنواع العطور، التي قد تختفي كليا من الأسواق جراء هذا القرار. ومن الغريب أنه من بين الأسماء المطروحة للعطور التي يمكن أن تسري عليها هذه التدابير عطر شانيل 5 الفرنسي الشهير. وتعد هذه القرارات التي من المنتظر الإعلان عنها قريبا هي نوع من الحماية للأشخاص الذين يعانون من أمراض لها علاقة بالحساسية. وكان تقرير قد صدر في شهر يوليو من العام الحالي عن اللجنة العلمية لحماية المستهلكين دلت نتائجه على أنه من 1 إلى 3% من الأشخاص يعانون من حساسية تجاه بعض العناصر التي تدخل في صناعة العطور. وقد اقترح الخبراء خفض نسبة 12 عنصرا من العناصر التي يعتبرونها مشبوهة، من بينها "السيترال" المتواجد في زيوت الحمضيات و"الإيجينول" المتوفر في خلاصة الورد المكثفة. بل وقد ذهبت اللجنة إلى أبعد من ذلك، حيث اقترحت منع استعمال مادة مستخرجة من لب الأشجار تستعمل في تركيب "شانيل 5" و"ديور اديكت". وكانت وكالة (رويترز) قد حققت حول هذا الموضوع، والتقت بيار سيفاك من الجمعية الدولية للعطور الذي قال: إن المواد المذكورة تشكل العمود الفقري لحوالي 90% من العطور الفاخرة. كذلك الأمر لا يختلف بالنسبة لفرانسواز مونتانيه رئيسة شانيل التي تقول: إن "عدم استعمال هذه العناصر سيكون بمثابة النهاية للعطور الساحرة". وتضيف رويترز أنها عملية لي ذراع بين العلماء والمصنعين، وتتابع الوكالة أن المفوضية الأوروبية تفكر في اتخاذ إجراءات جديدة، وهي ستناقش مع المصنعين نتائج ما تتخذه من قرارات، وإذا أخذت المفوضية برأي العلماء، فإن عناصر العطور ستتغير اعتبارا من العام 2014. بدورها أصدرت الشركة المصنعة ل"ديور" و"جران" بيانا أعربت فيه عن حرصها على "سلامة المستهلكين التي تضعها في أولوياتها"، ولكن، يضيف البيان "على أوروبا الانتباه، وحماية تراثها الثقافي في مجال العطور". كما أن غياب هذه العناصر سيكون لديه انعكاسات على مئات المنتجين الصغار للعطور عبر العالم.