شهدت أسعار العطور الأوروبية ارتفاعات ملحوظة تراوحت بين 25-40 بالمائة في السوق المحلية في زيادة أرجع أصحاب محلات في سوق الجملة بالدمام أسبابها إلى تذبذب عملة اليورو في الأسواق العالمية والتي أثرت على أسعار جميع السلع المستوردة من أوروبا بما فيها الكماليات القديمة والحديثة. وقال عبدالحكيم العمودي مدير مؤسسة لتجارة العطورات وأدوات التجميل بالجملة في الدمام: إن ارتفاع الأسعار بدأ منذ 2010 م خاصة في منتجات التجميل اليابانية مثل مثبتات الشعر (البنسة)، حيث ارتفع سعرها بنسبة تفوق 30 بالمائة ليصبح سعر الكرتون (12 علبة) في سوق الجملة 120 ريالا بعد أن كان يباع ب 90 ريالا، والعلبة الواحدة زادت أيضا بالأسواق من 10الى 15 ريالا، وكذلك كرتون حلق الأذن المكون من 12 علبة زاد سعره من 30 الى 35 ريالا بعد عيد الفطر مباشرة من قبل الوكيل المورد، الأمر الذي ادى الى تراجع حركة المبيعات. وقال: «معدل البيع يتراجع لدينا فإذا كنا نبيع في السابق 10 كراتين باليوم الواحد من تلك المنتجات أصبحنا نبيع 3 كراتين فقط يوميا. فيما أكد عبدالله المزحاني مسؤول محل لبيع العطور أن تذبذب عملة اليورو في الأسواق العالمية ساهم بزيادة أسعار العطور بين 25 – 40 بالمائة في بعض الماركات لأن الشركات المصنعة أغلبها في أوروبا وتتعامل باليورو، فعلى سبيل المثال عطر ديور الفرنسي حجم100 مل كان سعره في سنة 2009م ب 290 ريالا وتدرج في الارتفاع حتى أن وصل في هذه الأيام إلى 390 ريالا. وقال: «هذه الزيادات أثرت كثيرا على نقاط البيع لأنها تشتري من الوكلاء بسعر محدد، فعندما تشتري بضاعة بقيمة 10 آلاف ريال تحصل على خصم من الوكيل يتراوح من 5 - 10 بالمائة، ولكنها يتم التنازل عنه للمستهلك من أجل تحريك المبيعات»، وأشار إلى أن أعداد المشترين للعطور تراجعت بأسواق الجملة ليس بسبب الارتفاع الحالي للأسعار، وإنما بسبب المنافسة بين المحلات وتوسع الأسواق بالمنطقة الشرقية التي وصل عددها مؤخرا إلى أكثر من 12 مجمعا تجاريا مما جعل الخيارات كثيرة أمام المستهلكين مع توجه بعضهم إلى شراء المنتجات المقلدة التي تفرق عن سعر الأصلية بنسبة تصل الى 50 بالمائة. وأكد حسين عبدالله مدير تسويق أن الشركات الموردة بالغت كثيرا في أسعار العطور في الفترة الأخيرة، مما أدى إلى ابتعاد ذوي الدخل المحدود عن شراء الماركات العالمية، وهذا الأمر جعل نسبة المبيعات لدى محلات الجملة تتراجع عن العام الماضي بنسبة 40 بالمائة. من جانبه أوضح سعد المبيض صاحب مؤسسة لاستيراد الحقائب النسائية أن سبب ارتفاع سعر الكماليات بالسوق المحلية يعود إلى تغير العملات في العالم مثل اليورو والدولار. وقال: «عندما كنت استورد البضائع من الصين قبل 5 سنوات كان الدولار الأمريكي يعادل 8.2 ريمبي صيني أما الآن فهو يعادل 6.6 ريمبي تقريبا، وهذا أثر على أسعار السلع الخارجية لأن العملة المحلية مرتبطة بالدولار الأمريكي، وإن قمنا بالشراء من السوق المحلية سيكون السعر أيضا مرتفعا لأن المورد الذي اشترينا منه هو أساسا اشترى بسعر أعلى، كما أن أسعار النفط أثرت أيضا على أسعار السلع المستوردة لأن النفط يدخل في تصنيع كثير من المنتجات الكمالية المصنعة من البلاستيك مثل الحقائب النسائية، وهذا جعل تكلفة تصنيع الحقيبة الواحدة في الصين ترتفع من30 ريمبي صيني ( 15 ريالا ) إلى أكثر من 100 ريمبي أي أن الزيادة تجاوزت 250 بالمائة مما ألحق ذلك الضرر بالتاجر والمستهلك في آن واحد». واضاف: «إن الحقائب سجلت ارتفاعا خلال الأربعة أعوام الماضية بنسبة 60 بالمائة، والحقيبة التي كانت تباع ب 100 ريال أصبح سعرها الآن 160 ريالا، وكذلك العطور ارتفعت بنسبة 100 بالمائة خلال العامين الماضيين فعبوة عطر شانيل (100 مل ) زاد سعرها من 220 الى 440 ريالا، والمتسوقات يتذمرن من الارتفاع الحالي ويعتقدن أننا وراء هذا الارتفاع». تضاعف اسعار الماركات المشهورة للعطور دفع المتسوقات لشراء العبوات الصغيرة مثل 30 و 50 مل، والبحث عن محلات التخفيضات واستبدالها أحيانا بالعطور العربية الممزوجة مع العود والبخور من أجل توفير المال.في المقابل قالت مستهلكات التقتهن «اليوم» أمام محلات العطور في سوق الجملة بالدمام: إن العطور الفرنسية تعتبر من الكماليات الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها وذلك لروائحها الزكية التي تبقى في الملابس لمدة تتجاوز 7 أيام، ولاستخداماتها في كل المناسبات والأفراح، ولفتن إلى ان ارتفاع اسعار الماركات العالمية المشهورة دفعهن للاتجاه لشراء الأحجام الصغيرة منها مثل 30 و 50 مل، والبحث عن محلات التخفيضات واستبدالها أحيانا بالعطور العربية الممزوجة مع العود والبخور من أجل توفير المال. من جهته أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد القحطاني أن جميع دول الاتحاد الأوربي مثل فرنسا وإيطاليا وأسبانيا تأثرت بالأزمة المالية العالمية، الامر الذي انعكس سلبا على أسعار السلع والخدمات والعقارات، كما أن ارتفاع سعر عملة اليورو أدى إلى ارتفاع كافة المنتجات المصدرة من أوروبا، وكذلك الشحن والنقل، مطالبا المستهلكين بتقليص احتياجاتهم للعطور والتوجه للبدائل الأخرى من العطور الشرقية والأمريكية.