تتصاعد هذه الأيام أسعار العطور الغربية في أسواق الدمام بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 65% في الأصناف القديمة والجديدة منها على السواء، وعزا أصحاب محلات العطور والباعة بالمنطقة السبب إلى وكلاء العطور العالمية بالمملكة الذين يستوردون هذه المنتجات بعملة (اليورو) الأوروبية بالإضافة إلى تضخم أسعار المواد الغذائية الذي أصبح عذراً لكل من هب ودب من التجار، ووصفوا هذا الارتفاع بأنه كالموضة التي يقلد فيها الناس بعضهم البعض. عروض وخسارة الباعة وأصحاب محلات العطور رجعوا الأسباب إلى وكلاء الشركات الكبيرة واتهموهم بأنهم الذين صنعوا هذا الغلاء وقاموا بسحب الخصومات منهم وكذلك علب الفحص (Tester). توفيق إبراهيم (بائع) يقول: الشركات الأم المصدرة لم ترفع الأسعار، وإنما الوكلاء قاموا بذلك كما أنهم ألغوا الخصومات الخاصة بنا لديهم ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا حتى عينات (التستر) فكانوا يعطونا مع الدرزن من علبتين إلى ثلاث علب تستر أما الآن فعلبة واحدة، ففي السابق كنا نشتري البضائع بأسعار مخفضة وكان الوضع أفضل بكثير، حيث نشتري العطر بسعر غالٍ من الوكيل ومع ارتفاع الأسعار تتراكم ولا تجد من يشتريها فتعمل بعض العروض مثل تخفيض السعر علما بأن التاجر اشتراها بسعر مرتفع، فبالتالي تجده خسر خسارة كبيرة والتاجر مثله مثل المستهلك يخسر مع ارتفاع الأسعار. ويضيف قائلاً: العطور المركبة سواء المحلية أو التي في الدول العربية توجد عليها نسبة محتوى العطر أي ماؤه مصنع في فرنسا والتركيبات الأخرى مجمعة هنا، وهذا مؤكد مرتبط بعملة اليورو. ويستبعد خالد عبده البائع في أحد محلات العطور في سوق الجملة بالدمام ارتباط ارتفاع الأسعار بعملة اليورو، مؤكدا أن هذه حجة يتعذر بها وكلاء العطور مائة بالمائة، حتى أن بعض الخصومات ألغوها تماماً والارتفاع الذي نشهده الآن هو ارتفاع محلي وليس خارجياً. أما رامي علي فيقول إن ارتفاع الأسعار أصبحت مثل الموضة حتى أنها طالت بعض العطور الشرقية وخاصة المستوردة من دولة الإمارات وقد وصلت نسبة الارتفاع في العطور الفرنسية إلى 60% وأكثر يعني لم ترتفع بمبلغ خمسة أو عشرة ريالات فعلى سبيل المثال هناك عطر سعره 65ريالاً وهو يباع الآن ب 125ريالاً يعني الضعف، وهذا العطر موجود بالسوق منذ ست سنوات تقريباً وسبب ارتفاعه هو الوكلاء لذا أطالب حماية المستهلك بإيجاد حل للحد من هذا الغلاء وأن يكون بترتيب ونظام مقنن يحمي كل الأطراف. الإرتفاع عالمي العطور العربية لا زالت محافظة على سعرها وتم تخفيض البعض من أصنافها في العروض التي تظهر بين فترة وأخرى. وفي ذلك يقول مجاهد محمد البائع في شركة درعة للعطور العربية والفرنسية أن ارتفاع أسعار العطور هو ارتفاع عالمي وقد بدأت الشركات الكبرى مثل شركة شانيل برفع الأسعار قبل الارتفاع الحالي والسبب كما أعتقد أنه غير معروف أما العطورات العربية لا زالت أسعارها كما هي، وهناك أصناف منها تم تخفيض سعرها وخاصة في العروض لأن الإقبال عليها كبير جداً في الفترة الأخيرة ونلاحظ الآن في الأسواق تزايد محلات بيع العطور الشرقية لأن الشباب وكبار السن بدؤوا يتعرفون عليها وأن نسبة الارتفاع في العطور الغربية وصلت إلى 30%. ويضيف نيازي محمود (مسوّق) في شركة للعطور الشرقية أن المواد الخام ساهمت في الغلاء والشركات الشرقية ضده تماماً ولا زالت محافظة على أسعارها والغلاء في المواد الغذائية أصبح حجة للارتفاع في كل شيء والعطور للتجميل وليست بأكلٍ أو شرب والمفروض أن لا ترتفع. البدائل والعروض اختلفت آراء المتسوقات في العطور الشرقيةوالغربية والعروض عليا فمنهن من قالت لا أستغني عن العطور الغربية مهما كان سعرها والأخرى وصفت العطور الشرقية بأنها مخصصة لكبار السن. أمينة الدحيم متسوقة تقول أن الأسعار المرتفعة شملت كل البضائع فيجب أن نعتاد عليها وربما سنجد صعوبة في بداية الأمر ومع ذلك لن أستغني عن العطور لأني من المحبات لها. أما ريم فتؤكد أن العطور من ضروريات الحياة وهي للأغلبية وتعد من الكماليات التي لا يمكن الاستغناء عنها للتوفير أو لتفادي هذا الغلاء لذا يجب استبدالها بالعطور العربية المختلفة التي تكون متفاوتة وتناسب حال الأغلبية. من جانبها قالت (ف - م) لا يمكن الاستغناء عن الروائح الغربية وذلك لأهميتها وجودة كثير منها وذلك لثبات رائحتها وحتى لا أحرم نفسي منها أتوجه في الفترة الأخيرة لشراء حجم 50مل أو 75مل بالإضافة إلى أني أتوجه للمحلات التي بها عروض كثيرة مثل شراء عطر غربي قديم والحصول على الآخر مجاناً أو دفع 30% من المبلغ زيادة للاستفادة من عبوتين، وبالنسبة للعطور العربية أفضل شراءها لكبار السن أو استخدامها في المناسبات الرسمية كالأعياد وشهر رمضان ودائماً أشتري منها الأطقم التي تكون أحجام عطورها بحجم 50مل. وتوضح سيدة الأعمال نوره الشعبان أن أغلب العطور التي نستخدمها من أوربا مثل فرنسا وإيطاليا وشيء طبيعي أن ترتفع أسعارها وذلك لارتباطها القوي بعملة (اليورو) لأنها أساسا من فرنسا. وتواصل الشعبان قائلة: أنا أستخدم العطور العربية فهي تفوق على كثير من العطور الأجنبية والفرنسية، لذا أنصح المستهلكين من النساء والرجال باستخدام البدائل من هذه العطور العربية مثل دهن العود والخلطات لأن أسعارها مناسبة ولم ترتفع. اليورو شماعة ارتفاع ويؤكد الخبير الاقتصادي وأستاذ علم الاقتصاد بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور محمد القحطاني بأن عملة (اليورو) ليست بالسبب الوحيد والعطور لها عناصر إنتاج مثل علبة الزجاج التي تحتوي على العطر، رائحة الورود المركزة، بلاستيك التغليف، الكرتون وحتى الكتابة الموجودة عليه وهذه العناصر ارتفعت بسبب الارتفاع والتضخم الحاصل في العالم كله وبالتالي (اليورو) يعتبر الأثر الأخير وارتفاع أجور العمالة في أوربا كذلك عملية التسويق والضرائب الأوربية حتى أن الضريبة الفرنسية ارتفعت وهذه مسببات جعلت عملة اليورو ترتفع والذي يقول أن سبب ارتفاع أسعار العطور اليورو هو الإنسان العادي فالذي أوصل اليورو إلى هذا المستوى هو استفادة هذه العملة من ضعف الدولار في وقت يشهد الاقتصاد الأمريكي حالة ركود وزيادة في التضخم وكذلك ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى لم يسبق له مثيل وكل هذا في صالح اليورو وأنا عندما أقول ذلك فهذا يعني بأني لا أتكلم عن المكاسب أكثر من أن أتكلم على أنه تضخم بأكبر من حجمه وهذه ضريبة ستدفع فيها بعد وضريبة ارتفاعه إلى مستوى يتجاوز قيمته الفعلية أعتقد أن في هذا سيكون تأثير عكسي، وأن استثمارات المملكة في العطور وأدوات التجميل خصوصاً التي تأتي من فرنسا سنوياً تتجاوز البليوني ريال في السنة وقابلة للزيادة، ومع رفاهية المواطن بدأ يبحث عن أدوات الزينة والعطور وإذا استمر التضخم الحالي الذي نعيشه في المملكة فهذا سيجعل من القوة الشرائية تتآكل وتضعف فبدلاً من أن يشتري الشخص عطراً ب 500ريال يتوجه لشراء الأرز. سلبية المواطن ويشير القحطاني قائلاً يجب أن نرفع من مستوى الوعي ويكون لدينا عملية نضج في عملية الشراء وأن تتغير سلوكياتنا كمستهلكين وأن نتأقلم مع المرحلة الحالية ولا يزال المواطنون يعبثون في شراء منتجات قد لا يكون لها ضرورة كما هو الحال في السلع الغذائية فمن يذهب إلى محل ويسأل البائع عن السعر مثلاً اشتريت عطر ب 200ريال وأنا معتاد عليه ويقول لي البائع ب 220ففي هذه اللحظة يجب أن أسأله لماذا ارتفع إلى 20ريالاً فكنت اشتريت ب 200ريال لذا لا أريده وهذا سيجعل ردة فعل وهي أن المواطن لا يبحث عن بديل آخر وبالتالي يسبب ضغط كبير على الشركات التي أحدثت في الإعلام السعودي التضخم المفتعل الذي افتعلوه عدد من رجال الأعمال والضغط على محلات العطور التي تدار من قبل عمالة أجنبية والأجانب كما نعلم دائماً يستغلون الظروف فلا بد أن تكون هناك رقابة صارمة من وزارة التجارة على هذه المحلات بأن تضمن وجود سعر على المنتجات واضح وبارز أمام الزبون وأنا أتحدى أي محل إذا كانت به لائحة أسعار معلقة وبالذات في منتجات العطور إلا ما ندر، وللأسف كنا ننادي قديماً باستثمارات نسائية في مجال العطور وكلنا نعرف العطور الغربية بأن جودتها عالية وعطورنا الشرقية لها مناسبات خاصة مثل دهن العود والغربية تعمل لها بحوث واختبارات تبين صحتها وتأثيرها على الجلد ونحن إلى الآن لا نمتلك هذه التكنولوجيا والبحث العلمي الذي يوصلنا إلى منتجات ذات جودة.