تشخص الأنظار موسمياً إلى عواصم الموضة لمتابعة آخر إنجازات دور الأزيار العريقة منها والجديدة. وإن كان عدد الأسماء الجديدة في عالم الموضة، قليلا نسبياً إلاّ أن عدد دور الأزياء العريقة التي استطاعت الحفاظ على دورها الرائد وتوسعها في العالم لم تعد كثيرة أيضاً، وبخاصة في ظل ما يعانيه العالم من أزمات اقتصادية متلاحقة. ومن كبريات دور الأزياء الفرنسية التي تقدم عروض أزياء راقية وباتت تعد على أصابع اليد الواحدة: شانيل، ديور، غوتييه وجيفنشي. ويقدم فالنتينو وأرماني أيضاً مجموعة من الأزياء الراقية، إلى جانب اللبنانيين ايلي صعب وربيع كيروز. ومن الأسماء المستمرة سطوعاً في عالم الأزياء، اسم دار «شانيل» مع مصممها كارل لاغرفيلد الذي يضع اللمسات الأساسية على كل ما يتعلق بالدار، ويشرف على الديكور المميز للعرض، ولكل مجموعة على حدة. واستطاعت شانيل مع لاغرفيلد الحفاظ على دور هذه الدار في عالم الأزياء الراقية، من دون إهمال أي جانب من جوانب الموضة العصرية الأخرى. امرأة «شانيل»، امرأة محظوظة لجهة ما تقدمه هذه الدار من متطلباتها كافة، فتجد نفسها في أمانٍ مع دار أزياء تؤمن لها الأزياء الجاهزة والراقية والأحذية والحقائب اليدوية، إلى جانب المجموعات المتنوعة من المكياج من دون أن ننسى العطورات. لاغرفيلد في مجموعته الأخيرة لربيع - صيف 2011، قدّم لامرأته مجموعة من الألبسة الراقية المفعمة بالأنوثة، من دون أن يهمل أدق التفاصيل التي تميّز خط «الآنسة شانيل». وتنوّعت الأزياء من الفضفاضة إلى القصات الضيقة التي تحافظ على انسيابها، وميّزتها الألوان الفاتحة والهادئة على حد سواء. ومن أجل طلّة أكثر إشراقاً، كانت «شانيل» أطلقت مجموعتها من المكياج للموسم نفسه، والتي حملت اسم les perles de chanel أو «لآلئ شانيل»، لتتماشى مع ما قدمه لاغرفيلد من ألبسة راقية وجاهزة. وإن كانت الأزمة الاقتصادية دفعت بعض الدور إلى التوسع إلى أسواق لم يكن لها فيها تواجد كبير كالصين والشرق الأوسط، فإن بعضها وجدت في مثل هذا التوسع فرصة تلاق مع جمهور يتوق إليها ويلاحقها من بلد إلى آخر. وهو ما قامت به دار «شانيل» للأزياء أخيراً، بافتتاحها محلاً ثانياً لها في لبنان، وتحديداً في وسط بيروت، عاصمة الموضة في الشرق. محل يحمل الكثير من «ارث» شانيل في طياته، متماشياً مع أسلوب كارل لاغرفيلد في جديده، محافظاً على التفاصيل في البناء والأقمشة المستخدمة في البرادي والمقاعد على ما كان يطبع «كوكو شانيل»، وبخاصة في التركيز على الألوان الثلاثة، الأسود، البيج والأبيض، إلى جانب التفاصيل البسيطة كإدخال الضوء من البرادي على شكل لآلئ، في تناسق انسيابي على قاعدة «أجمل الأشياء أبسطها».