تمر العلاقات بين ناديي الاتحاد والأهلي بأزمة حقيقة، وبحالة من الاحتقان، أعادت للأذهان الأزمة التي نشبت بينهما عام 2003، وحينها تدخل عقلاء الجانبين لإنهاء تلك الخلافات، عندما احتضن منزل رئيس هيئة أعضاء شرف الأهلي الأمير خالد بن عبدالله اجتماعا حضره الرمز الاتحادي الأمير طلال بن منصور وعدد كبير من أعضاء الشرف في الجانبين. ونجح ذلك الاجتماع في إعادة الهدوء بين الناديين، إلا أن الأمور عادت للتأزم هذا الموسم، وكانت الشرارة الأولى فيه تأجيل مباراة الفريقين الدورية، وما صاحبها من ضجيج إعلامي بعد رفض الاتحاديين التأجيل، واعتبروا أنه تم بضغوط من الجانب الأهلاوي، في حين كان الرد الأهلاوي أن التأجيل جاء بموافقة من رئيس نادي الاتحاد. ثم تكرر التصعيد في مسألة تقسيم مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل بين الجانبين في مواجهتي الذهاب والإياب في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، حيث تمسك الاتحاديون بإقامة اللقاء حسب نظام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في توزيع المدرجات، بينما كان الأهلاويون يرغبون بالمناصفة في المدرجات. وبدأت نتائج هذا التصعيد تظهر عملياً على أرض الواقع في المدرجات كنتاج طبيعي لما تشاهده هذه الجماهير من تراشق إعلامي متبادل بين الناديين، فما حصل في مدرجات صالة نادي الاتحاد من تبادل لعبارات التشجيع الاستفزازية للطرف الآخر على مرأى ومسمع من الأشقاء الخليجيين ضيوف بطولة الأندية الخليجية ال27 لكرة الطاولة التي اختتمت أول من أمس بتتويج الأهلي. وأكد عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد المتحدث الرسمي باسم نادي الاتحاد شادي زاهد أن ناديه حريص على تحقيق المعاني السامية للرياضة التي من أجلها أنشئت الأندية والمؤسسات الرياضية في المملكة، وأن تظل المنافسة في حدودها وإطارها المعقول والمتعارف عليه، مشيراً إلى أن العلاقات بين الناديين أكبر من التعصب أو المهاترات لأن ما يجمعهما أكبر من ذلك بكثير، وقال" كنا حريصين في نادي الاتحاد على أن تظل الأمور في نصابها الطبيعي، ولا نشك إطلاقا بأن الأشقاء في الأهلي يشاركوننا نفس الحرص والتوجه". وحول الأحداث التي صاحبت مباراة الاتحاد والأهلي في نهائي بطولة الأندية الخليجية لكرة الطاولة أوضح بأن ما حدث بين الجماهير أثناء المباراة ليس بالأمر بالجديد، وإن كان هناك انفلات من بعض الجماهير في استخدام بعض العبارات المستفزة والخارجة عن الروح الرياضية، ما أدى إلى حدوث بعض التصعيد. وشدد زاهد بان المسؤولين في الناديين لن يرضيهم أن تتطور الأمور لأكثر من ذلك وسيتم العمل على إعادة المياه إلى مجاريها. من جهته، قال رئيس رابطة جماهير الأهلي سعود برقاوي "منذ 27 عاماًَ وأنا في المدرجات، ولم نتعمد خلال كل هذه الفترة الإساءة إلى أي فريق، والجميع يعلم أن المنافسة ما بين الأهلي والاتحاد موجودة في جميع الألعاب، وما حصل من جماهير الاتحاد ضد جماهير الأهلي أمر غير مقبول، ولا يرضي أي مسؤول رياضي، والبعض قال إن الأهلاويين هم من بدؤوا بالهتافات الاستفزازية وهذا كلام غير صحيح، فالجماهير كانت تساند اللاعبين بطريقة حماسية من أجل دعمهم، وهذا حق مشروع للجماهير، ولم تكن هناك إساءة، وكانت هناك كاميرات تصور جماهير الأهلي منذ بداية المباراة، ويمكن. وأضاف" بعد نهاية البطولة والاحتفال والتتويج بالكأس وعندما هممنا بالخروج وجدنا جميع الأبواب مغلقة، وفوجئنا بهتافات وشتائم من قبل بعض جماهير الاتحاد التي كانت تقف بالقرب من الأبواب، وهذا الكلام موثق، وتم تصويره بكاميرا فيديو". وكشف البرقاوي أن أحد رجال الأمن الموجودين أمام بوابة الخروج طلب منهم نزع القمصان التي كانوا يرتدونها والتي كانت تحمل شعار الأهلي، مشيراً إلى أن هذا الأمر زاد من ردة فعل جماهير الأهلي، وقال "أحد رجال الأمن قال لي بالحرف إذا أردتم الخروج "اخلعوا قمصانكم". وأضاف البرقاوي" المرحلة المقبلة وقبل مباريات نصف نهائي دوري أبطال آسيا تحتاج إلى عناية أمنية كبيرة، وأقولها صراحة أنا كمسؤول عن رابطة الأهلي لا أستطيع السيطرة على جميع المشجعين".