تُعتبر الأصول المجمدة، سواء كانت عقارات أو منقولات، عائقًا أمام تدفق رأس المال في السوق، لا سيما عندما تبقى هذه الأصول غير مستغلة لفترات طويلة بسبب النزاعات القضائية أو التعثر المالي، فإنها تؤدي إلى تعطيل الموارد الاقتصادية. ومن هنا جاء مركز الإسناد والتصفية «إنفاذ» في المملكة العربية السعودية لمعالجة هذا الوضع من خلال إدارة عمليات التصفية والبيع للأصول المجمدة من عقارات ومنقولات، سواء المرتبطة بنزاعات قضائية أو ناتجة عن مشاريع متعثرة أو تركات، مع المحافظة على قيم الأصول وإدارتها بشكل احترافي يضمن تحقيق أعلى قيمة ممكنة للأصول، كذلك سرعة استيفاء الحقوق والاستعانة بالجهات المتخصصة من الشركات المحاسبية والقانونية والتسويقية لتنفيذ عمليات التصفية بكفاءة. وكذلك تقديم الخدمات الاستشارية والفنية. هذا الدور لا يقتصر على الجانب العدلي فقط، بل يمتد إلى دعم الاقتصاد الكلي من خلال تحفيز القطاعات الاقتصادية المختلفة، ويتأكد ذلك إذا علمنا أن قيمة الأصول المجمدة التي تم بيعها عبر مزادات إنفاذ بلغت 2.2 ريال في شهر ديسمبر 2024، فمثل هذه الممارسات تتيح الفرصة لرواد الأعمال ومزودي الخدمات للاستفادة من هذه الأصول بتوفير بيئة تنافسية عادلة تسهم في تنمية القطاع الخاص وتحفيز الاقتصاد المحلي من خلال تسريع دورة رأس المال عبر تسريع بيع الأصول المجمدة وإعادتها إلى الدورة الاقتصادية من جديد، ما يسهم في تحريك الاقتصاد الكلي، حيث برز الأثر الاقتصادي الملموس والكبير على الاقتصاد الكلي من خلال ما يلي: 1- تسريع الدورة الاقتصادية وتحفيز النشاط الاقتصادي: - تحويل الأصول المجمدة إلى سيولة نقدية من خلال تصفية الأصول وبيعها في مزادات شفافة، يعيد الأموال إلى الدورة الاقتصادية. - زيادة الكفاءة الاقتصادية: عبر تسريع عملية استيفاء الحقوق، مما يُمكّن الأفراد والشركات من إعادة استثمار أموالهم في مشاريع جديدة، وهذا التسريع في تدفق الأموال إلى الدورة الاقتصادية يُسهم في تحفيز النشاط الاقتصادي. 2. دعم قطاع الأعمال وتحفيز استثمارات القطاع الخاص: - تعزيز قدرات القطاع الخاص من خلال إشراكه في عمليات التصفية وإدارة الأصول، مما يُسهم في تطوير مهاراته وكفاءته. - خلق فرص عمل جديدة من خلال الاستعانة بالشركات المتخصصة في المحاسبة، والقانون، والتقييم، والتسويق لإدارة عمليات التصفية، وهذا يفتح المجال أمام رواد الأعمال لتقديم خدماتهم في بيئة تنافسية وعادلة. - تنشيط الأسواق المحلية خاصة أسواق العقارات والمنقولات، حيث تُعرض الأصول للبيع بأسعار تنافسية، مما يُحفّز الطلب ويُحرك السوق. - رفع كفاءة استخدام الموارد من خلال إدارة الأصول المجمدة بطريقة احترافية تُحقق أعلى قيمة ممكنة لها. - تحفيز الاستثمار الأجنبي، إذ تعزز الشفافية في عمليات التصفية ثقة المستثمرين الأجانب في السوق السعودي وتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية وتعزيز الثقة في السوق السعودي: حيث تُدار عمليات التصفية بطريقة احترافية تضمن حقوق جميع الأطراف، مما أسهم في تقديم صورة إيجابية عن البيئة العدلية والاقتصادية في المملكة. - زيادة فرص الاستثمار من خلال عرض الأصول المجمدة للبيع، مما يُتيح للمستثمرين فرصًا جديدة لتنمية أعمالهم. 3. دعم استقرار الاقتصاد الكلي: - تقليل الخسائر الاقتصادية التي قد تنتج عن تعثر المشاريع أو النزاعات القضائية الطويلة، فالتصفية السريعة تُقلل من التكاليف المرتبطة بتجميد الأصول وتدهور قيمتها. - تحقيق العدالة الاقتصادية عبر ضمان توزيع الحقوق بشكل عادل وسريع، مما يعزز من ثقة الأفراد والشركات في النظام الاقتصادي. - زيادة الكفاءة المالية من خلال إدارة الأموال المجمدة بطرق تسهم في تحقيق الاستفادة القصوى منها وتعزيز الكفاءة الاقتصادية من خلال تقليل الفاقد في الموارد وتحقيق أقصى استفادة منها. 4. تعزيز تنافسية السوق السعودي: - يؤدي تحسين بيئة الأعمال عبر توفير آلية شفافة وسريعة لتصفية الأصول وحل النزاعات المالية، إلى تعزيز تنافسية السوق السعودي. - تحفيز الابتكار من خلال استحداث مجالات عمل جديدة مرتبطة بإدارة الأصول والتصفية، مثل تطوير تقنيات المزادات الرقمية. كل هذا وغيره يسهم في التنمية من خلال إعادة تدوير الموارد الاقتصادية عبر تصفية الأصول المجمدة وإعادة استخدامها في مشاريع جديدة. ما تقدم يؤكد على حقيقة أن مركز الإسناد والتصفية «إنفاذ» يعد نموذجًا رائدًا محليًا وعالميًا للمؤسسات التي تجمع بين الأهداف العدلية والاقتصادية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.