إن من الوفاء أن ترد الجميل على من أحسن إليك، وهذه صفة عظيمة تبين مدى تحلي صاحبها بالخلق الكريم والسلوك القويم. وتارة يكون رد الجميل بالمثل، وهو الأعظم والأفضل، لتقوية الصلة وبناء جسر المحبة والصداقة. وديننا الإسلامي الحنيف الذي حمل إلينا ما يبعث الرحمة في قلوبنا، ويجعلها ثابتة مطمئنة، فهو ذكر الله تعالى، الذي هو ثمرة من ثمرات الإيمان بالله. فمن هنا جاء الدعاء ليكون هو الافتقار والتذلل بين يدي الخالق سبحانه وتعالى، سواء الداعي يدعو لنفسه أو يدعو لغيره، كل ذلك جائز شرعا، بل واجب من الواجبات لأن الله تعالى يقول «والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم». وكذلك الأحياء الدعاء لهم مطلب أساسي، لأن من حقوق المسلم على المسلم كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «دعوتك لأخيك عن ظهر الغيب». ومما يؤكد لنا هذا ماجاء في حديثه صلى الله عليه وسلم «من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له». إذاً علمنا منزلة الدعاء ومكانته في الإسلام، على أنه حق من حقوق المسلمين فيما بينهم. واليوم نجد أن من الأمانة والوفاء في حق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أن نتضرع إلى الله جميعا بالدعاء، بأن يمن الله عليه بعد دخوله المستشفى بالشفاء العاجل، الذي لا يغادر سقمًا ولا ألمًا. ودعوتنا له بالشفاء هو أهل لذلك، جزاء ما يقدمه للعالم الإسلامي بل العالم بأسره، من دعم لخدمة الإنسانية جمعاء. فهو خادم الحرمين الشريفين، ورائد التضامن الإسلامي، صاحب اليد المعطاء، من ليله مثل نهاره لأجل الإسلام والمسلمين. أسأل الله العظيم أن يبارك له، وأن ينصره نصراً عزيزًا مع سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.