إن السر الحقيقي في تمسك إيران والدعوة إلى جعل قم بالتحديد مرجعًا، إرادة استخدام المرجعية فيها لإحياء الفارسية المجوسية، مع أن إيران في التاريخ لم تكن بلدا شيعيا وإنما كانت بلدا سنيا إلا بعد دخول الصفويين وقتل السنيين. وتتجلى خطورة هذا التيار الخفي من التشيع الصفوي المستتر في بعده العقدي والأمني والسياسي والاجتماعي، فلقد تسللت المجوسية الفارسية التي تتخذ من التشيع وسيلة لخدمة أهدافها السياسية وإقامة إمبراطوريتها الفارسية، وإعادة مملكتها البائدة ومجدها الغابر. وهذا المشروع الفارسي نجده في تنفيذه، إن إيران تخدم الشيعة من الناحية السياسية للسيطرة على العالم كما هو معلوم منذ قيام ما يسمى بالثورة الإيرانية 1979م على يد الخميني، حيث جعل من مواد الدستور الإيراني: تصدير الثورة إلى العالم، وذلك بتحويل العالم إلى عالم شيعي يركن إلى عادات وتقاليد المجوسية التي دفنها الإسلام بعبادة رب العباد سبحانه. ومما يؤكد لنا ذلك تغلغل إيران في دول الجوار كالبحرين والمملكة العربية السعودية بالتفجيرات، وبالتعاون مع الميليشيات في اليمن وفي العراق وفي سورية وفي لبنان، كل ذلك دليل على استخدام إيران للشيعة سياسيا لا مذهبيا. ومما يجب الإشارة إليه أن أهم أسباب الخلافات بين مرجعية الخميني في قم والسيستاني في النجف أسباب سياسية، فالنجف لم تدخل في موضوع الصفوية، بل إن الصفويين أتوا بعلماء من جبل لبنان وليس من النجف لتولي مهام المذهب هناك. وزاد في الأمر وضوحا أن الخلاف الكبير قد ظهر بعد الثورة الإيرانية، حين تحولت إيران إلى مرجعية في السلطة، بينما في زمن الشاه كان حالها حال النجف مع الدولة، مع اختلاف التأثير والقوة بطبيعة الحال، وبعد تدخل ولاية الفقيه الإيرانية بقوة في الشأن العراقي، ظهر الخلاف جليا بين النجف وطهران، ولا نستطيع القول و(قم) لأن مدينة (قم) لم تبق ممثلة للمرجعية، مثلما كان الحال في زمن الشاه، بل غدت المرجعية الرسمية سلطة قائمة في إيران، ومركزها طهران العاصمة. فمنذ مجيء الخميني مع ثورته المزعومة إلى يومنا هذا لم يبق للرئيس الإيراني دور سوى أنه دمية يلعب بها المرشد الأعلى الذي هو الصنم الأكبر. وفيما يخص الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي هو كغيره ممن سبقه من الرؤساء، ولن يغير سلوكه ما دام هو في قبضة المرشد الأعلى في الإرهاب والتدمير، وخاصة أمام المملكة العربية السعودية، باستخدام الحوثيين بالتفجيرات في الحرمين الشريفين وفي داخل المدن الأخرى، كإطلاق الصواريخ نحو مطار أبها. إن صمت العالم تجاه إيران حول سعيها لامتلاك السلاح النووي دليل على أن إيران هي من تعرف كيفية التعامل بالكذب والمكيدة، ففي بداية ما يسمى بالثورة المجوسية قررت مشروع صنع السلاح النووي لتهديد العالم ولاسيما الإسلامي. فكيف يتفرج العالم على إيران وهي ماضية في التوسع بتدخلاتها في شؤون الغير؟