كشف فريق بحثي بمركز "الأهرام" للدراسات الإستراتيجية في دراسة بحثية، حول تأثير برامج "التوك شو" على الحالة النفسية لدى المصريين، على مدار عام ونصف عام مضى، أي منذ اندلاع ثورة 25 يناير، أن هذه البرامج أصابت نحو 42% من المصريين بالاكتئاب والقلق. وأظهرت الدراسة التي أُجريت على عينة قوامها 1000 شخص في جميع محافظات مصر، مفاجأة كبيرة تمثلت في أن 41% من العينة أكدت أنها لا تشاهد برامج "التوك شو"، وانصرفوا عنها تماماً، وقال 22% إنهم يشعرون بالاكتئاب والإحباط عند مشاهدتها، وأكد 20% أنهم يشعرون بالقلق عند متابعتها، في حين قال 12% فقط إنهم يشعرون بالأمل في الغد والمستقبل عندما يشاهدونها. واستطلعت"الوطن" آراء عدد من المواطنين الشباب والشيوخ والنساء حول غياب هذه البرامج في رمضان، وقال عادل عبد المجيد (رجل أعمال) إن "أفضل ما في الشهر الكريم هو غياب مقدمي تلك البرامج لمدة 30 يوماً كاملة، فلطالما تسببوا في أزمات أصابت المواطنين بصدمات عنيفة واضطرابات نفسية"، مشيراً إلى أن كل مذيع أو مذيعة يوجه الأحداث حسب توجهاته الخاصة بعيداً عن المهنية والموضوعية. هذا أيضا ما أكده مراد إبراهيم (تاجر)، مشيراً إلى أن كثيرا من الكوارث التي شهدتها مصر على مدار الأشهر الماضية، كانت تلك البرامج هي السبب الرئيس فيها، لأنها كانت هي الموجه الأساس للأحداث. ويقول محمود إبراهيم (طالب) إن غياب هذه البرامج ومقدميها أراح الناس، بعدما تسببت في أزمات داخلية وخارجية، وكان المواطن المصري في النهاية هو الضحية. فيما اعتبرت الطالبة إبتسام عبد الدايم أن تلك البرامج مفيدة لمناقشتها أوضاع السياسة بشكل أوسع، من خلال التحليلات السياسية للمواقف المعقدة، وطرح حلول وبدائل للقضايا التي على الساحة. ومن أبرز برامج "التوك شو" التي توارت خلال رمضان، برنامج " العاشرة مساءً" لمنى الشاذلي، و"الحقيقة" لوائل الإبراشي على دريم، و"مصر الجديدة" لمعتز الدمرداش على "الحياة"، وبرنامج " هنا العاصمة" للميس الحديدي، و"ممكن" لخيري رمضان على "سي بي سي"، و"آخر النهار" لمحمود سعد على "النهار"، وبرنامج "90 دقيقة" لعمرو الليثي على قناة "المحور"، وعلى الرغم من غياب تلك البرامج، إلا أن بعضا من مقدميها أصروا على الظهور خلال رمضان، ولكن من خلال برامج ترفيهية وفنية، مثل لميس الحديدي في برنامج "كرسي في الكلوب"، وعمرو الليثي في برنامج" الخطايا السبع".