تشهد القنوات المصرية حركة ناشطة من التنقلات في صفوف المذيعين بين فضائية وأخرى، ما يوحي بأن التنافس على أشده في ما بينها لاقتناص الأسماء الكبيرة. ومن أبرز القرارات التي تصبّ في هذه الخانة تعاقد محمود سعد مع تلفزيون «النهار» بعد مغادرته قناة «التحرير» التي شهدت أيضاً غياب عمرو الليثي الذي انتقل لقناة «المحور» ليقدم برنامج «90 دقيقة» مع المذيعة ريهام السهلي لثلاثة أيام في الأسبوع. وهذا البرنامج كان من تقديم معتز الدمرداش قبل أن ينتقل إلى تلفزيون «الحياة»، ليحلّ مكانه محمود الورواري الذي لم يستمر طويلاً في البرنامج بسبب خلافاته مع إدارة «المحور»، فما كان منه إلا العودة إلى قناة «العربية» التي قدمته للمشاهد العربي. أما دينا عبدالرحمن فاستقرت في قناة «التحرير» بعد فك ارتباطها بقناة «دريم» التي قدمت جيهان منصور كبديلة لها في برنامج الصباح. هذه التنقلات فتحت شهية البعض للحديث عن مذيعين آخرين، ومنهم تامر أمين، الذي قيل إنه غادر قناة LTB، لكنّ هذا الأخير نفى هذا الكلام، موضحاً أنه سعيد بتقديمه لبرنامج «تحيا مصر»، كما أنه ملتزم بتعاقد مع القناة على رغم العروض المقدمة إليه من عدد من المحطات الفضائية العربية. وعبرت لميس الحديدي عن رضاها التام بوجودها في قناة CBC من خلال برنامج «هنا العاصمة»، وقالت أنه حقق مردوداً طيباً عند المشاهد، ولذلك فهي مستقرة في القناة. وبعيداً من تنقلات المذيعين، شهدت الفضائيات بعض التوقفات المفاجئة للبرامج بسبب المذيعين أيضاً، إذ قرر الكاتب الصحافي مصطفى بكري، مرشح مجلس الشعب عن دائرة جنوبالقاهرة على المقعد الفردي «فئات»، وقف برنامجه «منتهى الصراحة» الذي يقدمه على تلفزيون «الحياة»، كي لا يقول أحد أن ظهوره على الشاشة يمثل ميزة على منافسيه. وأوضح بكري أنه اتفق مع مسؤولي «الحياة» على عودة البرنامج بعد انتهاء الانتخابات، «على رغم أنه يحتل مرتبة متقدمة ببحوث المشاهدة، لكن قواعد اللعبة الانتخابية تحتم وقفه من أجل فرص عادلة للمرشحين، علماً أن البرنامج لم يقم بالدعاية الانتخابية لأحد على الإطلاق». وأشار بكري إلى أنه «على رغم أن الانتخابات ليست لها علاقة بالظهور على شاشة التلفزيون، لأن التصويت يتم بمعايير برنامج المرشح ومدى ارتباطه بأهالي دائرته، فإن وقف البرنامج قرار سليم في هذا التوقيت، احتراماً للمتنافسين». أما يسري فودة الذي واجه قراراً بإلغاء حلقة من برنامجه «آخر كلام» مع الكاتبين علاء الأسواني وإبراهيم عيسى، فقال: «المشكلة الرئيسة ليست بالضرورة في أشخاص وإنما في نظام كامل. ولكي تستريح القلوب، دعوني أبسط أمامكم هذه الحقائق: أولاً، أنا الذي اتخذ قراراً بوقف الحلقة وتعليق البرنامج إلى أجل غير مسمى. ثانياً، اتخذت هذا القرار لأن ثمة ما دفعني إليه، وهو إدراكي حقيقة أن ثمة حداً أقصى لممارسة الرقابة الذاتية، وإلا فقد الرجل احترامه لذاته ولجمهوره ولمهنته ولوطنه. وثالثاً، إن الضغوط لم تأت من إدارة قناة On Tv وإنما من المجلس العسكري، بل إن إدارة القناة، ممثلة في الزميلين ألبرت شفيق ويوسف شكري، بقيت حتى آخر لحظة تحاول إقناعي بالاستمرار، أمام إصرار مني على تجنيب القناة حرج ضغوط إضافية. رابعاً، إن إصراري على قراري لم يكن الهدف منه أبداً إثبات بطولة فارغة». أياً يكن الأمر، واضح أن الساحة الفضائية في مصر ما بعد الثورة، لن تكون بالاستقرار الذي كانت عليه ما قبلها.