مع بدء أولى مراحل الانتخابات البرلمانية في مصر، تزداد الدعاية الانتخابية لكسب ودّ الناخب، وتتنافس الشاشات لجذب المشاهد. فما هي خطة الفضائيات المصرية في التغطية الانتخابية؟ رئيس شبكة تلفزيون «الحياة» محمد عبدالمتعال أكد أن قناته تسعى الى «تغطية مهنية ومتخصصة، يشارك في وضعها عدد من خبراء التغطية الإعلامية للانتخابات في العالم، في مقدمهم الإنكليزي روبرت هوبكنز الذي أشرف على الانتخابات البرلمانية في إنكلترا والاتحاد الأوروبي منذ عام 1996 حتى 2010 لمصلحة «بي بي سي». وأشار عبدالمتعال الى أن «هدف المحطة الرئيس خلال التغطية هو الناخب، من خلال توعيته سياسياً، وتبسيط كل المعلومات التي قد يحتاجها أو تلتبس عليه في الانتخابات، بخاصة مع تطبيق النظام المختلط (القائمة والفردي) للمرة الأولى في مصر». وأضاف: «تعاملت مع هوبكنز أثناء عملي في «بي بي سي»، إذ أشرف على تدريبي، وهو حرفي من الدرجة الأولى، ويعتبر من أفضل خبراء الإعلام على مستوى العالم». وأوضح عبدالمتعال أن الملامح العامة لتغطية الانتخابات من خلال كل قنوات «الحياة» تتلخص في عرض الرأي والرأي الآخر، من دون انحياز الى أي جهة، ولفت الى أن خطة الشبكة في التغطية ستتم من خلال قناتي «الحياة» 1 و2 عبر البرامج العامة والبرامج المتخصصة، إذ أطلق برنامج «مصر تقرر» للكاتب محمود مسلم عبر «الحياة 2» يومياً، ويقدم تحليلاً لتفاصيل الانتخابات. كما يقدم برنامج «الحياة اليوم» فقرة يومية من خلال استوديو تحليلي، يضم جمال عبدالجواد وعمرو هاشم ربيع وأيمن الصياد. وستواكب البرامج الرئيسة الانتخابات، أيضاً، مثل «مصر الجديدة مع معتز الدمرداش»، و«الحياة الآن» و«مع فاروق جويدة» و«الجورنال»، إضافة إلى برنامج «منتهى الصراحة» للصحافي مصطفى بكري الذي سيعود بعد إنهاء المرحلة الأولى من الانتخابات التي يخوضها، التزاماً بمعايير التغطية الانتخابية، وبمبدأ الحياد والتوازن. مهنية وشمولية وقال مدير قناة «دريم» ان تغطية الانتخابات تفرض تجهيزات خاصة، منها الاستوديو التحليلي المفتوح الذي سيُشيّد خلال ايام الانتخابات ويضم عدداً كبيراً من مذيعي القناة، منهم منى الشاذلي ووائل الإبراشي وجيهان منصور، الذين سيتبادلون تحليل المشهد عبر اليوم بأكمله، من خلال 12 كاميرا ستوزع في مناطق تشهد العملية الانتخابية، كما سيُخصص نصف ساعة للمحافظات من خلال شبكة المراسلين التي تمد القناة بمادة إعلامية مصورة ومسجلة. قناة «أون تي في» خصصت مساحة زمنية متساوية لكل الأحزاب والتيارات لعرض أفكارها، وهو ما شدد عليه رئيس القناة ألبير شفيق أملاً بتغطية مهنية وشاملة، وقال: «فضلنا أن نتيح للأحزاب والتيارات فرصة الحديث عن نفسها، من خلال شاشتنا، فضلاً عن شبكة المراسلين القوية في مختلف المحافظات، والتي ستكوّن لنا قاعدة بيانات شاملة عن العملية الانتخابية ككل، وسيتم تدعيمها باستوديو تحليلي على مدار أيام الانتخابات من تقديم ريم ماجد ويسري فودة وسواهما من مذيعي القناة. وأكد شفيق أن حزب «المصريين الأحرار» لن يحظى بمعاملة خاصة أو مختلفة عن الأحزاب الأخرى، وقال: «لم يطلب منا رئيس الحزب المهندس نجيب ساويرس أي نوع من أنواع المجاملة للحزب، والدليل أنه صمم إعلاناته ويعرضها في القناة بمقابل مادي وليس مجاناً. وإذا كان هذا يحدث مع المهندس نجيب ساويرس، فما بالكم ببقية الأحزاب؟ وبصراحة، لا توجد علينا رقابة أو توجيه في التعامل مع الأحزاب والتيارات السياسية خلال الانتخابات أو قبلها». أما قناة «المحور»، فذكر رئيس تحريرها بشير حسن أنه ستكون هناك فترة برامجية مفتوحة لتغطية كل أيام الانتخابات على الهواء، وسيشارك فيها معظم مذيعي القناة، فضلاً عن مراقبي العملية الانتخابية وستُوزع الكاميرات على كل المحافظات التي تجرى فيها الانتخابات، كما تعاقدت القناة مع عدد كبير من المراسلين لنقل الأحداث. وأوضح محمد مراد، أحد مؤسسي قناة «التحرير» أن القناة استعدت للانتخابات بشراء جهاز استوردته من إنكلترا ليوضح طريقة الانتخابات للناخبين والمرشحين، من خلال إدخال بيانات وتحليلها في رسوم وقاعدة بيانات، تشرح كل مرحلة من مراحل الانتخابات، لينقل بصورة علمية الدوائر بكل تفاصيلها. وأكد مراد أن القناة أعدت استوديو تحليلياً على مدار اليوم يقدِّمه إبراهيم عيسى ودينا عبدالرحمن ومعتز بالله عبدالفتاح، وقال: «تغطيتنا للانتخابات ستثبت كذب كل الادعاءات التي انطلقت ووصفتنا بأننا قناة الإخوان بعد تغيير بعض ملاكها، لأننا سنغطي كل الاتجاهات وبحياد تام، وستبارك القناة أي حزب يفوز في الانتخابات، ولن يكون لنا أي توجه تجاه فصيل أو حزب، وسنعطي كل حزب فرصته في الظهور». وأوضح ان «القناة استعانت بعدد كبير من المراسلين في كل المحافظات لنقل الأحداث لحظة بلحظة، كما اتفقت مع عدد كبير من قيادات الأحزاب للظهور في الأستوديو المخصص لمتابعة الانتخابات». وأشار مراد الى ان القناة اشترت برنامج الانتخابات المتبع في «بي بي سي» لمحاكاته في «التحرير»، وليتعلم العاملون في القناة الأسلوب المحترف لتغطية الانتخابات عالمياً. ولأن العملية الانتخابية صعبة وتحتاج إلى جهد وتفرغ إعلامي، أُسندت مهمة الإشراف على القناة لأحمد أبو هيبة، لأن إبراهيم عيسى سينشغل خلال هذه الفترة بمسؤوليته كرئيس تحرير لجريدة «التحرير»، وهي مهمة ثقيلة، ولن تسمح له بمتابعة العمل في القناة على المستوى ذاته». وأعلنت قناة «النهار» أن الانتخابات ستحتل مساحة واسعة من خريطة برامجها كونها أهم حدث سياسي مصري خلال الأشهر المقبلة. ومن الوجوه الإعلامية التي ستهتم بالتغطية، محمود سعد وحسين عبدالغني وريهام سعيد وإبراهيم حجازي. أولويات قناة «مصر 25» لم تستعد بخريطة برامج واضحة للانتخابات، كما اكد مديرها حازم غراب الذي أوضح أنها لن تلغي خريطة برامجها المعتادة، بل ستعمل في شكل عادي من طريق البرنامج الرئيس للقناة «أهل البلد». وعن كيفية تعامل القناة مع مرشحي «الإخوان المسلمين»، قال: «إذا حظي أي حزب بشعبية كبيرة مثل الإخوان، سيأخذ ما يستحقه من مساحة بث وفرصة للظهور، وإلى أن يظهر هذا الفصيل، فللإخوان الأولوية». رئيس قناة «الحكمة» وسام عبدالوارث أشار إلى أن القناة ستتعامل مع الأحزاب الإسلامية فقط في الانتخابات البرلمانية، وهي أحزاب «النور» و«الأصالة» و«الحرية والعدالة» و«البناء والتنمية» و«الوسط». وأكد عبدالوارث أن القناة لن تتعامل مع حزب «المصريين الأحرار» أو «التحرير»، لأنهما «ضد سياسة القناة المحافظة التي تبتعد عن كل ما هو متطرف». كما ان القناة لن تشارك في الدعاية لحزب «الفضيلة»، «لأنه خارج الانتخابات». أما قناة «سي بي سي» التي حصلت على شعبية كبيرة في الفترة الأخيرة لتغطيتها أحداث تظاهرات ميدان التحرير الأخيرة، فتقدم الاستوديو التحليلي «مصر تنتخب» مع لميس الحديدي وخيري رمضان. وجهزت القناة «كل الوسائل لخدمة الناخب لتوفر له فرصة معرفة كل ما يخص العملية الانتخابية من خلال الاستوديو التحليلي المجهز بأحدث وسائل التكنولوجيا العالمية في تصوير الأحداث وعرضها». وضمَّت في هذا الاستوديو عدداً من خبراء التحليل السياسي مثل مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في «الأهرام» الكاتب والمحلل ضياء رشوان، والخبير القانوني نجاد البرعي لتقديم شرح مبسط للعملية الانتخابية، ومعلومات مهمة للناخب حول كيفية إدلائه بصوته وتعريفه بنظام القوائم والفردي. كما تعاقدت خلال ايام الانتخابات مع شبكة مراسلين في كل الدوائر الانتخابية في المحافظات، إضافة الى مراسلين في العواصم العربية والأوروبية وأميركا، لرصد تصويت المصريين في الخارج.