لا تتشكل مقومات شخصية الإنسان بعيداً عن المحيطين به، فالإنسان يأنس بغيره ويسعد بوجود من يحبهم. من مقومات جمال الحياة العلاقات المليئة بالحب الخالي من المصالح وسيء النوايا، الأمومة والأبوة والأخوة والصداقة، وأضع مئات الخطوط تحت الصداقة. إن من أهم الأمور الواجب مراعاتها حين تربي أولادك ذكوراً كانوا أو إناثاً أن تجعل من نفسك صديقاً لهم وليس أي صديق لا بد أن تكون في رأس قائمة الأصدقاء حتى تظل قريباً منهم تفهم ما يقولون وتقدر ما يفعلون وتتفاعل مع كل ما يقومون به سواء أحسنوا أو أساؤوا. حين يتباعد الآباء عن الأبناء يبدأ الأبناء في البحث عن ملاذ لهم، يبحثون عمن يقدم لهم الحب والاهتمام، يريدون من يصغي لهم ويشعرهم بأنهم موضع اهتمام. جاء عن الإمام زين العابدين رضي الله عنه أنه قال: وحق ولدك عليك أن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنك مسئول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته، فأعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه ومعاقب على الإساءة إليه. كن صديقهم وتعرف على من يصاحبون حتى تستطيع تقدير حجم الضرر أو المنفعة التي تعود على ابنائك من علاقتهم بهم. وإياك ثم إياك أن تأمرهم بقطع صلتهم بأحد أصدقائهم هنا سيرونك بصورة العدو الغاشم فهم لا يرونهم بأعينكم، ولكن أوصلهم بهدوء إلى رؤية القبح والبشاعة في هذا الصديق بطريقة غير مباشرة ، وساعدهم على الاحتفاظ بمن يعلو بهم ويكون مرآة لهم في الخير والصلاح.