كالسراب من بعيد جسد واحد متحرك تحت مظلة شمسية, بدأ ضباب الرؤية ينقشع واذا سيدتان تحتضن كل منهما الاخرى, الصغرى تشد الكبرى الى صدرها حماية لها من الشمس في ممر المستشفى المركزي بالدمام, الاعجاب اخذ بي وقلت: بارك الله فيك. هذا نموذج اخرى تقول: ان هذه الرحلة من اجمل الرحلات لان ابني وزوجته اهديانا رحلة معهما الى احدى الدول وقد كانت لنا الاولوية في كل شيء المكان المميز والاكل الطيب, والتعامل الذي دعا اليه رب العالمين وكل ذلك بابتسامة مشرقة على شفاه الابن والزوجة. اننا لم نصرف قرشا واحدا. حتى لو احضرا شيئا لأولادهما لنا بالمثل واخذت بالدعاء لهما ولاولادهما بالصحة والرزق وراحة البال والثواب. واحدى الزميلات قالت: اصغيت لوالدتي وهي تحدثني عن صديقتها ورغبتها في زيارة احد المجمعات لانها تسمع عنه كثيرا, فقررت ان اصطحبهما معي الى ذلك المجمع التجاري, فكم كانت دهشتها مما رأت من محلات ومطاعم. وقد اجزلتا لي الدعاء على هذه النزهة. انه بر الوالدين, لان لهما مقاما وشأنا يعجز الانسان عن ادراكه, فهما سبب الحياة بعد الله لذلك اكد رب العزة في آيات كثيرة في كتابه الكريم على الاهتمام بهما بالرعاية والعطاء ورد الجميل. (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) 23 الاسراء, (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) 8 العنكبوت. انها معان جميلة يشرق لها الفؤاد, وهي امور سهل تحقيقها, فليست من المبادرات المصيرية كالتبرع بجزء من الجسم او غيره, ولكنها اضفت السعادة والبهجة على والديهم اذا لنجلس فترة صمت واصغاء لحواسنا مجتمعة لنفرز بدقة وعناية ما علينا من حقوق تجاه الابوين فهل حققنا ما جاء في كتابه الشريف من وصلهما وبرهما هل نلقاهما بالبشر والابتسامة؟ هل نتلمس احتياجاتهما حتى لو لم يذكرا ذلك؟ هل ننتهز الفرصة لنقدم لهما ما يدلل على حبنا لهما؟.. انه من الصعب عليهما ان يريا قوة الشفافية التي بيننا وبين الاصدقاء من تبادل عواطف, وكلمات مودة, وتعبير عن الاعجاب بكل الاشكال من حنان واحترام وهدايا وغيرها ناهيك عن الضغط على الاعصاب واظهار الهدوء وحلاوة اللسان من منطلق اللباقة والمجاملة بينما هذا الشيء مفقود أو لنقل نادر مع الابوين أو الأخوة ، لاتستغربوا لأن هناك كثيرا - لا حول ولا قوة الا بالله - ينتمون لهذه الشريحة حرموا انفسهم من التواصل الحميم الرحمي, فما اروع من اظهار حب الابناء للاباء وما احلى التناغم بين الاباء والابناء. ان البعض ممن فقد والديه او احدهما حتى لو بعد سنين من فراقهما يفتقدونهما ويتخيلونهما ضاحكين معهم متحدثين لهم, مازحين معهم. لا احب ان يفوتنا الوقت, ونبكي بندم وحسرة على اضاعة وقت لم نستغله في رعاية والدينا. رسالة: الاختان فاطمة العضيب , منى الصويغ من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس