أربكت استقالة رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد المفاجئة، أمس، المشهد السياسي في كوالالمبور بعد ما سعى حلفاؤه السياسيون لتشكيل ائتلاف جديد في مسعى لمنع أنور إبراهيم من خلافته، وذلك بعد شهور من التوتر ضمن ائتلاف «تحالف الأمل» الذي حقق فوزا مفاجئا في انتخابات 2018 في وجه حكومة حكمت ماليزيا على مدى ستة عقود. ووصف محللون غربيون صراع السلطة وتطوراتها في ماليزيا خلال عقود بلعبة صراع العروش، في إشارة إلى سلسلة أفلام وروايات تحكي عن زمن انتشرت فيه الحروب والمؤامرات، فيما عرف في الدراما المعاصرة بصراع العروش. وأوردت تقارير أن مهاتير محمد لم يدعم تشكيل حكومة جديدة واستقال لشعوره بالاشمئزاز من المخطط الذي قاده خصوم أنور إبراهيم من الائتلاف الحاكم وسياسيين معارضين عبر سلسلة الاجتماعات في كوالالمبور غذت التكهنات بشأن تشكّل تحالف جديد لاستبعاد خليفته والاتيان بمرشح جديد. أجواء ضبابية خيّمت أجواء ضبابية، أمس، على مصير الائتلاف الحاكم، بعد ما قدّم مهاتير استقالته للملك الذي قبلها لكنه عيّنه كرئيس وزراء مؤقت إلى حين العثور على خليفة له. نقلت عن أنور الذي لطالما اتسمت علاقته بمهاتير بالتقلّب، أن رئيس الوزراء أكد له، أمس، أنه «لم يكن له أي دور» في محاولات تشكيل حكومة جديدة، مضيفا أنه كان «واضحا جدا في مسألة أنه لن يعمل إطلاقا مع أولئك المرتبطين بالنظام السابق». ذكرت تقارير إعلامية أن الائتلاف الجديد المقترح سيضم «المنظمة العامة للملايو المتحدين»، حزب رئيس الوزراء الأسبق نجيب رزاق الذي أحاطت به تهم بالفساد وأزيح من السلطة قبل عامين. انتخابات مبكرة ووضع أنور ومهاتير خلافاتهما جانبا ووحدا صفوفهما للإطاحة بحكومة استشرى فيها الفساد في انتخابات 2018، وتعهّد مهاتير الذي شغل منصب رئيس الوزراء من عام 1981 حتى 2003، قبل الانتخابات بتسليم السلطة لأنور لكنه رفض مرارا تحديد موعد لذلك. انهيار الائتلاف قبل وقت قصير من استقالته، أعلن حزب مهاتير «بيرساتو» أنه سيغادر الائتلاف الحاكم، بينما استقال عدد من النواب عن حزب أنور، مما تسبب بانهيار «تحالف الأمل» وأثار تكهّنات بوجود جهود جارية لتشكيل تحالف جديد، غير أن النتيجة النهائية للتطورات الأخيرة لا تزال غير واضحة بينما توقّع بعض المحللين أن تتم الدعوة لانتخابات مبكرة. تعاون أنور مع خصمه السابق مهاتير للإطاحة بحكومة نجيب التي تورّط في فضيحة فساد ضخمة، لينتصر تحالفهما على الائتلاف الذي قاد ماليزيا على مدى ستة عقود، غير أن علاقتهما المتقلبة هيمنت على المشهد السياسي في ماليزيا على مدى عقدين.