بعد نحو ربع قرن في الحكم، أحرق رئيس وزراء ماليزيا المستقيل مهاتير محمد (94 عاماً) تاريخه ورحل معلنا اليوم (الاثنين) تقديم استقالته من رئاسة الحكومة وحزبه «بيرساتو» بعد تضييق الخناق عليه من قبل ائتلاف «تحالف الأمل» الحاكم، وتفاقم الخلافات مع خصمه القديم أنور إبراهيم. وجاءت استقالة مهاتير المفاجئة بعد 24 ساعة من اتهام أنور له ولحزبه ب«الخيانة»، قائلا: «إن لديهم خططا لتشكيل حكومة جديدة ربما من دونه». وأفصحت مصادر مقربة، أن حزب مهاتير وجناحين داخل حزب أنور التقيا مع مسؤولين من المنظمة الوطنية المتحدة للملايو، والحزب الإسلامي الماليزي في محاولة لتشكيل ائتلاف جديد، لكن المحاولة باءت بالفشل، إذ لم يحصل مهاتير على الدعم المطلوب خصوصا من ملك ماليزيا. واعتبرت مصادر موثوقة تحدثت ل«عكاظ»، أن أنور إبراهيم تمكن في ربع الساعة الأخير من إقناع عدد من الأحزاب بعدم دعم التحالف الحاكم، الأمر الذي أدى إلى إخفاق مهاتير في استكمال رئاسته للوزراء ومسارعته إلى تقديم استقالته بعدما تخلى عنه الجميع. وأفصحت المصادر أن حزب مهاتير محمد قرر الانسحاب من «تحالف الأمل» الحاكم بعد ما أدرك أنه لا مفر من ذلك، بعد ما سارعت الأحزاب إلى التخلي عنه، وأعلن 11 نائباً من حزب «حليف» من البرلمان.. وأكد مراقبون أن تحالف «أنور ومهاتير» قبل انتخابات 2018 لإسقاط ائتلاف تحالف «باريسان» الذي تهيمن عليه المنظمة الوطنية المتحدة للملايو والذي حكم ماليزيا 60 عاما، كان تحالف مصلحة، وأن سيناريو انقلاب أحدهما على الآخر كان متوقعا بالنظر إلى ما حدث من انقلابات مماثلة. وجاء انسحاب حزب السكان الأصليين الماليزي «بيرساتو» من التحالف الحاكم المكون من 4 أحزاب، بمثابة «القشة» التي قصمت ظهر مهاتير. ولم تتضح بعد شخصية رئيس الوزراء القادم، وما إذا كان سيكون أنور إبراهيم أو شخصية أخرى، أو ما إذا كانت البلاد على أعتاب انتخابات جديدة، إلا أن السيناريوهات القادمة في رأي مراقبين تتمحورحول تكليف أنور إبراهيم بتشكيل الحكومة الجديدة وحصولها على ثقة البرلمان وبذلك سيصبح رئيس الوزراء الثامن لماليزيا ويسيطر على «بوترا جايا»، أو أن تتقلد زوجة أنور «وانا عزيزة» منصب رئيس الوزراء بالنيابة ريثما يتمكن إبراهيم من ترتيب البيت السياسي من الداخل خصوصا أن عزيزة تتقلد حاليا منصب نائب رئيس الوزراء.