يشهد سوق الذهب في المملكة خلال فصل الصيف ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب بالتزامن مع إقامة حفلات الزواجات والتي غالباً ما تشهد طلباً على المصوغات الذهبية بعيداً عن تغيرات أسعار الذهب عالمياً. وتوقع رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة بمجلس الغرف السعودية كريم العنزي في تصريح إلى " الوطن" نمو مبيعات الذهب بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضي، بعد انخفاض أسعار الذهب بنسبة 20% عالمياً، إضافة إلى وفرة السيولة النقدية لدى المستهلكين، حيث يشهد موسم الصيف مناسبات الزواجات التي ترفع الطلب على الذهب محلياً. وبين العنزي أن انخفاض أسعار المعادن الثمينة عالمياً ينعكس على السوق المحلي بشكل مباشر وبنفس نسب الانخفاض، حيث ترتبط السوق المحلية بالأسواق العالمية، في حين أن الذهب يتأثر بمؤثرات عديدة منها اقتصادية وأمنية وسياسية، كونه الملاذ الآمن أثناء المخاطر، مؤكدا أن الأسباب التي أدت إلى انخفاض أسعار الذهب منها ارتفاع الدولار، إضافة إلى حركة جني أرباح عالمية أثرت سلباً، متوقعاً أن تعاود أسعار الذهب قريباً رحلة العودة وبنسبة تزيد على نسبة الانخفاض. وأكد أن خلط الذهب موجود في كل دول العالم، كون الذهب الصافي أساساً هو عيار 24 ، وفي حال الحاجة لتحويله إلى عيار 21 يجب أن يزاد 125 بالألف نحاسا وفضة، وفي حال الحاجة إلى تحويله لذهب عيار 18 يجب أن يزاد 25% ، مشيراً إلى أن أسواق أوروبا وأميركا تتداول عيارات منخفضة جدا مثل عيار 14 وعيار 12 وعيار 9 ، مؤكداً أن المملكة لا تسمح بتداول أقل من عيار 18 . وأشار إلى أن وزارة التجارة نشطة جداً في مجال مكافحة الغش، وتفرض عقوبات تصل لغرامة مقدارها 400 ألف ريال وسجن عامين، حسب نظام المعادن الثمينة. من جهته أكد عضو لجنة المعادن الثمينة بمجلس الغرف السعودية صالح الصويان في تصريح إلى " الوطن" أن أسعار الذهب ما زالت مرتفعة، حيث إن نزوله كان بواقع 250 دولارا من 1560 دولارا، وهذا الانخفاض لا يعد مؤثراً مقارنة بارتفاعه مؤخراً، إلا أنه مع الانخفاض يشهد عمليات شراء خاصة للمستهلكين بكميات قليلة، في حين أن المستثمرين ما زلوا بانتظار مزيد من الانخفاض ليكون الاستثمار أقل مخاطرة. ولفت إلى أن الارتفاع الذي حدث مؤخراً يؤثر على تجار الذهب، حيث تعد دورة رأس المال قليلة لا تتجاوز مرتين فقط في العام، فيما كانت تتجاوز 5 مرات قبل حدوث الارتفاع، مشيراً إلى أن فصل الصيف يشهد إقبالاً على شراء الذهب لكثرة المناسبات، إلا أن كميات الشراء تكون أقل بسبب ارتفاع الأسعار، ولكونه الملاذ الآمن في ظل الاضطرابات والأزمات العالمية. وبين الصويان أن هناك إقبالا خلال الصيف يصل إلى 20% عن نفس الفترة من العام الماضي بسبب المناسبات، إلا أن بعض المستثمرين لا يميل إلى الشراء حالياً، لكون النزول في أسعار الذهب نزولا نسبياً ولا يفتح شهية المستثمرين الذين ينتظرون مزيداً من الانخفاض للإقبال على الشراء، وأشار إلى أنه في ظل الأحداث العالمية لا يمكن التنبؤ بالأسعار مستقبلاً، وهي المؤثر الحالي على أسعار الذهب، حيث إن الاستقرار الدولي يساهم في خفض الأسعار مجدداً، والارتفاع كان بسبب مضاربات عالمية، وإلا فإن تكلفة استخراج الأونصة من المناجم تتراوح ما بين 250 إلى 300 دولار، ويباع حالياً ب 1600 دولار، وهو سعر مبالغ فيه ويفوق سعر التكلفة ب6 أضعاف، حيث إن السعر المعقول هو 500 دولار للأوقية. ولو تخلت الدول عن الشراء لساهم ذلك في خفض الأٍسعار يصحبه موجة بيوع من قبل البنوك العالمية. إلى ذلك أكد أحد كبار تجار الذهب في المملكة عبداللطيف النمر في تصريح إلى" الوطن " أن فصل الصيف غالباً ما يشهد ارتفاعاً في الطلب على الذهب في المملكة بسبب المناسبات، مؤكداً أن أسعار الذهب في المملكة تتأثر بالمؤثرات العالمية، وهي من يحدد ارتفاع أو انخفاض أسعار الذهب داخلياً. وبين النمر أن أسعار الذهب عالمياً تشهد انخفاضا بنسبة تجاوزت 15% من أعلى سعر وصل له والبالغ 1850 دولارا للأونصة، حيث أصبح يتداول حالياً ب 1570 دولاراً للأونصة، وعزا الانخفاض إلى خروج المضاربين، والمتغيرات التي تشهدها دول أوروبا والأزمات، ولكنها ستصب في صالح الذهب مستقبلاً، كونه الملاذ الآمن في الأزمات الاقتصادية والاضطرابات، مشيراً إلى أن تجار الذهب في المملكة يتعاملون بسعر الذهب عالمياً والذي يتغير بين لحظة وأخرى، معتبراً تجار الذهب في المملكة " أداة " ولا يملكون التأثير في أسعار الذهب في العالم. ونصح النمر بالمتاجرة في شراء السبائك غير المصنعة لعدم خضوعها لتكلفة الصناعة، حيث تبلغ قيمة الكيلو الواحد للذهب من عيار ( 24 ) 190500 ريال، إضافة إلى وجود أحجام أخرى، حيث تعد من الملاذات الآمنة للمحافظة على رأس المال، مطالباً الفتيات حديثات العهد بالزواج أو اللاتي على وشك الزواج بشراء الذهب ولو بكميات قليلة، لكونه يحتفظ بقيمته مع مرور الوقت، ولا تنخفض قيمته السوقية بانخفاض العملات.