أصاب ارتفاع الذهب إلى مستوى قياسي بلغ 1538دولارا للأونصة أمس أسواق المجوهرات في المملكة بالركود وسط ترقب لاتجاهات أسعار المعدن الثمين. احد التجار يعرض بعض الحلي الذهبية في سوق الصاغة بالشرقية (اليوم) واتسمت حركة الشراء في معظم الأسواق بالضعف، مقارنة بحركة بيع أكثر نشاطا رغم توقعات تجار بوصول سعر الأونصة إلى 1700 دولارا خلال الأشهر القليلة المقبلة. وأظهرت جولة قامت بها «اليوم» على بعض محلات الذهب وجود تفاوت ملحوظ بين أسعار البيع والشراء فمثلا يبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 170 ويصل الى 190 ريالا فيما يباع الجرام من عيار 18 من 165 الى 200 ريال حسب المصنعية. وقال البائع علي محمد في أحد محلات الذهب ان متوسط سعر الجرام الواحد من عيار 21 لا يقل عن170ريالا، مشيرا إلى أن المستهلكين يغلبون عمليات البيع على الشراء، كما أكد ان حركة السوق تتأثر بالمتغيرات اليومية المتسارعة لأسعار المعدن الأصفر عالميا. ويتفق البائع أحمد ناصر مع علي محمد، مؤكدا ان حركة كثير من المحلات توقفت واقتصرت عمليات الشراء على المضطرين فقط. أما تاجر الذهب مسلم الصاغة فأوضح أن تجارة الذهب في الوقت الراهن ليست مستقرة، مشيرا إلى ان استمرار جنون الأسعار سيؤدي الى عزوف الكثيرين عن الاستثمار في هذا المعدن، الذي كان لوقت طويل ملاذا آمنا للكثيرين مع هبوط سعر الدولار. وأوضح الصاغة ان المستثمرين في الذهب قل عددهم في الآونة الأخيرة مع ضعف الاستهلاك، حيث ان قلة من الناس فقط يشترون الذهب، واذا استمر الوضع فسيصبح شراء الذهب حلما بعيد المنال عند كثير من شرائح المجتمع. وذكر ان هناك انعكاسات سلبية لصعوده فهنالك محلات خسرت بنسبة كبيرة وحتى مصانع محلية وعالمية خسرت معدات وعمالة نظرا لارتفاع تكلفة التشغيل. يبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 للبيع من 170 ويصل الى 190 ريالا فيما يباع الجرام من عيار 18 من 165 الى 200 ريال حسب المصنعية. ويقول التاجر عبدالله الاربش ان الاستثمار في الذهب يحتاج الى رأسمال ضخم واسعار الذهب يتحكم فيها المضاربون والطلب في البورصات العالمية، كما ان أكثر من 60 بالمائة من علميات الشراء نقصت لان الأسعار مرتفعة، مشيرا الى ان الذين يلجئون للبيع لن يستفيدوا كثيرا اذا كانت لديهم رغبة في الشراء مرة أخرى نظرا للارتفاع المتسارع للاونصة. من جانبه قال غسان النمر عضو لجنة الذهب بالغرفة التجارية في المنطقة الشرقية: ان هناك انعكاسات سلبية لارتفاع الاسعار في السعودية لان المبيعات هبطت بشكل كبير، فبعض المحلات اغلقت وبدأت بتغيير استراتيجياتها وتوجهت للتجارة او الاستثمار في نشاط آخر. وأوضح ان مصانع الذهب في السوق السعودي لا تتضرر كونها تملك رأسمال ضخما ولكن قد يحصل بعض النقص على مستوى المبيعات. وبالنسبة للمعوقات التي تواجه السوق فيرى النمر أن المخلص في عمله عنده الاستعداد للتحمل وإيجاد الحلول ولم يستبعد وصول سعر الاونصة إلى 1700 دولار اذا لم يحدث تصحيح مفاجئ للأسعار. ووصف مواطنون ومواطنات الصعود الحاصل للذهب ب»الجنوني»، مشيرين إلى أن ارتفاع الأسعار أصبح سببًا في إفشال مشاريع الزواج. وكانت أسعار الذهب سجلت مستويات قياسية تاريخية أمس وقد تستأنف الاتجاه الصعودي مع تراجع الدولار صوب أدنى مستوى في ثلاث سنوات أمام سلة من العملات وسط امال بأن الولاياتالمتحدة ستبقي على سياستها النقدية الميسرة الأمر الذي زاد من حجم ضغوط الأسعار التضخمية. وبلغ سعر الذهب في بورصة لندن 20ر1534 دولار للاونصة أمس بعد أن لامس أعلى سعر له في التاريخ حول 1538 دولارا في جلسة أول من أمس. وقال أونج يي لينج محلل الاستثمار لدى فيليب للعقود الآجلة في سنغافورة لوكالة رويترز «اذا ما واصل الدولار الهبوط فالشيء المرجح الوحيد هو أن يعزز سعر الذهب والفضة اذ ان العلاقة العكسية بين الاصلين مازالت قائمة ويمكنني القول إنه بالنسبة للذهب لا أزال أتوقع أن يسجل 1600 دولار هذا العام».