مع بدء موسم الإجازات والأعراس بدا أن الذهب يفقد بريقه داخل السوق السعودية مع ارتفاع أسعاره عالميا لمستويات قياسية، حيث قال تجار ذهب إن اتجاهات المستهلكين في الطلب تراجعت إلى النصف ، إذ إن 75 % من المشترين يقبلون على قطع الذهب الصغيرة خفيفة الوزن ، إلا أن العديد منها غير مجد استثماريا حيث لا تحتفظ بقيمتها عند البيع. و اتجه بعض التجار إلى تصنيع مشغولات تمتاز بخفة الوزن وكبر الحجم لتلبية حاجات تلك الشريحة مما يتناسب مع إمكاناتهم المادية. وفي هذا الإطار قدر عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية محمد عزوز نسبة المستهلكين الذين يقبلون على شراء القطع الصغيرة حاليا بنحو 75%. ويرى أنه رغم حرص المشترين على اقتناء القطع خفيفة الوزن إلا أن العديد منها غير مجد استثماريا حيث لا تحتفظ بقيمتها عند البيع. وعالميا تماسكت أسعار الذهب في أوروبا بالقرب من مستوى 1240 دولارا للأوقية (الأونصة) أمس بدعم من مخاوف بشأن ضعف النمو العالمي الذي يلقي بظلاله على مزيد من الأصول سريعة التأثر بالعوامل الاقتصادية مثل الأسهم والسلع الأولية الصناعية. ويقول محللون إن من المتوقع أن يواصل المعدن النفيس مكاسبه المسجلة في الأونة الأخيرة في الأمد المتوسط ، بعدما تفوق أداؤه على أداء أغلب السلع الأولية وعلى كل المعادن الأخرى في النصف الأول مع إقبال المستثمرين على شراء الذهب كملاذ آمن. وبلغ سعر الطلب على الذهب في السوق الفورية 1240.25 دولارا للأوقية مقارنة مع 1241.35 دولارا في أواخر التعاملات في نيويورك أول من أمس. وتراجعت العقود الأجلة للذهب الأمريكي تسليم أغسطس 4.50 دولارات لتصل إلى 1241.40 دولارا للأوقية. وسجل الذهب المقوم بالدولار الكندي مستوى قياسيا مرتفعا عند 1324.61 دولارا كنديا للأوقية مع انخفاض العملة. وبين المعادن النفيسة الأخرى بلغ سعر الطلب على الفضة 18.53 دولارا للأوقية مقارنة مع 18.55 دولارا في نيويورك. وأوضح شيخ الصاغة في جدة جميل فارسي في تصريح إلى "الوطن" أن موجة ارتفاع الأسعار التي يشهدها المعدن الثمين لها تأثير على الطلب المحلي، مضيفا أن ارتفاع الأسعار يقلل حجم الطلب. وأشار إلى أن الذهب ملجأ ثروة حقيقي للمستهلك والتاجر وهو القيمة الوحيدة المتبقية من تكاليف الأعراس. وذكر فارسي أنه مع ارتفاع الذهب في الأسواق العالمية يلجأ المشترون إلى خفض وزن مشترياتهم ، فعلى سيبل المثال كان المشتري سابقا يحصل على كيلو ونصف الكيلو من الذهب المشغول مقابل مئة ألف ريال في حين لا يستطيع حاليا الحصول مقابل المبلغ نفسه سوى على كيلو واحد فقط. وتتراوح أسعار الذهب في السوق حاليا بين 140 و150 ريالا للجرام ، بحسب نوعه ودرجة العيار المصنع منه. ويصل سعر جرام الذهب المصنع من قبل شركة لازوردي عيار 18 و21 إلى 147 ريالا ، في حين يبلغ سعر البحريني عيار 21 إلى 150 ريالا للجرام وينخفض إلى 140 ريالا للذهب القادم من إيطاليا، فيما تتذبذب أسعار الذهب السنغافوري عيار 21 بين 145 و150 ريالا. وأكد عزوز تأثير ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ على القوة الشرائية للأفراد ، مما أصاب السوق المحلية بنوع من الركود، لكنه توقع أن تشهد فترة الصيف بعض الانتعاش بسبب موسم الأعراس. وأشار إلى أن كثيرا من المستهلكين وخاصة المقبلين على الزواج يلجؤون إلى استئجار المشغولات المختلفة من الذهب في ظل هذا الارتفاع ، ولعدم وجود بديل ذو قيمة يعوض عن المعدن الثمين في المناسبات. وقال إن تجار الذهب لجأوا لاتجاه آخر لاستقطاب المشترين حيث يطلبون من المصنعين إنتاج قطع كبيرة وبأحجام خفيفة تتناسب قيمتها مع دخول المستهلكين. ويرى أنه لا يمكن التنبؤ بارتفاع سعر الذهب أو انخفاضه خلال الفترة المقبلة مع تقلبات الأسواق التي تخضع لمتغيرات ومؤثرات خارجية، مبينا أن بعض التجار يعتمدون حاليا على استيراد بعض المجوهرات من الخارج عوضا عن تصنيعها في السوق المحلية لتخفيض التكلفة عليهم. من جهته أكد عضو لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة جدة طارق فتيحي أن ارتفاع الأسعار في الوقت الراهن أثر سلبيا على حركة السوق والقوة الشرائية، مبينا أن معدل الشراء في الفترة الأخيرة انخفض إلى النصف بعد ارتفاع الأسعار، إذ إن المستهلك الذي يشتري سابقا بما يعادل 100 ألف ريال يقوم حاليا بالشراء بنصف القيمة. وأوضح أن أغلب التجار خفضوا من حجم شرائهم من الذهب بسبب عدم تصريف الموجود حاليا في الأسواق حيث أصبح بمثابة البضائع المكدسة لديهم. وقال فتيحي إن مصانع الذهب لا تستطيع التوقف بشكل كلي عن التصنيع لكنها تلجأ إلى تخفيض عملها بشكل جزئي عبر تشغيل جزء من الطاقة العاملة لديها دون الاستغناء عنها بانتظار انتعاش السوق مرة أخرى. وأشار إلى أن بعض تجار الذهب يلجأون للاستيراد من خارج البلاد ، حسب حاجة السوق وطلب المستهلكين، مضيفا أن أغلبهم يقبلون على شراء القطع الصغيرة لأن أسعارها في تناول الجميع. وذكر أن جرام الذهب كان في السابق في حدود 50 ريالا مع التصنيع، أما الآن فقد تجاوز 140 ريالا. متوقعا تراجع الإقبال على شراء المشغولات الذهبية حتى خلال فترة الصيف إذا استمر الارتفاع الهائل في الأسعار الذي تشهده الأسواق العالمية. في ذات السياق قال عبد الله بايونس من مجوهرات عدنان مظفر إن السوق حاليا تشهد إقبالا ضعيفا من المستهلكين بسب الارتفاع الشديد للأسعار. وأكد أن أغلب الأسر تسأل عن القطع الصغيرة ، فيما تبتعد عن شراء القطع الكبيرة والثقيلة باعتبار أن سعرها مرتفع الثمن ولا يتناسب ودخولهم. وأفاد أحمد العماري من مجوهرات السعادة بأن الارتفاع أثر بشكل سلبي على تجار الذهب ، مبينا أن هناك إقبالا على المشغولات الهندية والبحرينية في حين يفضل البعض من المقبلين على الزواج المشغلات المحلية.