توقع خبراء تحدثوا ل"الوطن" أن يحقق قطاع الصناعات البتروكيماوية أرباحا تصل إلى 5.1 مليارات ريال، وأن يحقق القطاع المصرفي أرباحا تقدر ب 5.8 مليارات ريال في الربع الثاني من هذا العام مع تحقيق باقي القطاعات لنفس المستوى من الأرباح الذي حققته خلال الربع الأول. وستبدأ الشركات المدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع وعلى مدى 21 يوما بحسب نظام السوق المالية المحلية الإعلان عن نتائجها المالية للربع الثاني، وسط توقعات بأن يكون هنالك تفاوت من حيث ربحية الشركات ونمو الأرباح بين قطاعات السوق المدرجة. وتوقع الخبير المالي والاقتصادي فضل البوعينين ل"الوطن" أن يكون هناك تراجع طفيف في أرباح البنوك عطفا على النتائج المجمعة التي أعلن عنها مؤخرا، مبينا أن ذلك ربما كان مقبولا في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها القطاعات المصرفية العالمية، مشيرا إلى أن القطاع المصرفي قد يستطيع تحقيق نمو أكبر في النصف الثاني من العام الحالي. وأوضح البوعينين أن أسعار البتروكيماويات شهدت انخفاضا خلال الأشهر الماضية، وهو ما قد يؤثر سلبا في ربحية شركات قطاع الصناعات البتروكيماوية، وقال "إلا أن بعض شركات القطاع ربما استطاعت تحقيق نمو في أرباحها، أو ثبات على أقل التقدير، نظرا لتميزها في إدارة الأزمات". وحول قطاع الأسمنت قال البوعينين :"رغم الشكاوى المتتالية على هذا القطاع بالذات، إلا أنني أعتقد أنه أكثر المستفيدين من خطط التحفيز والإنفاق الحكومي الضخم، ما يفترض أن يحقق نموا في أرباحه للنصف الأول من هذا العام، لذا لن يكون مقبولا مخالفة نتائج قطاع الأسمنت التوقعات الإيجابية". وأضاف البوعينين: "أما قطاع الاتصالات فالمتوقع أن تتميز موبايلي بتحقيق النمو بين شركات القطاع الأخرى، في الوقت الذي لا يتوقع تحقيق الاتصالات السعودية لنمو مماثل، أما شركتا زين وعذيب فما زالتا خارج المعادلة حتى الآن رغم زيادة الأعمال التشغيلية اللافتة لشركة زين". وتوقع البوعينين ألا يكون هنالك تغير يذكر على نتائج قطاع التطوير العقاري، وقال "وإن كنت أعتقد أن هذا القطاع لم يصل بعد مرحلة الكفاءة التشغيلية والربحية أيضا مقارنة بالشركات المشابهة في المنطقة، والأمر نفسه ينطبق على قطاع التشييد والبناء مع توقع تحقيق شركتين من القطاع نموا في أرباحهما مقارنة بالربع الأول من العام الحالي". من جانب آخر بيّن عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الحميد العمري في حديثه ل"الوطن" حول توقعاته لنتائج الربع الثاني للشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية أنه إجمالاً لن تذهب بعيداً عن المتحقق في الربع الأول، والذي وصل صافي أرباحه إلى نحو 17.7 مليار ريال. وقال"يأتي ذلك لعدة أسباب من أهمها أن لا تغيرات جذرية طرأت على العوامل الرئيسة التي تلعب دوراً محورياً في تحديد أرباح الشركات المدرجة، واحتمال أن يقابل انخفاض بعضها ارتفاع أرباح قطاعات أخرى". وأضاف العمري: "بالنظر إلى أكبر قطاعين في السوقين تمثل أرباحهما مجتمعة أكثر من 74 في المئة من إجمالي السوق، قطاع المصارف والخدمات المالية المتوقع عدم ابتعاده عن مستوياته المتحققة في الربع الأول، 5.8 مليارات ريال، وقطاع الصناعات البتروكيماوية المتوقع تراجع أرباحه بنسبة طفيفة عن الربع الأول وأن يكون في مستوى الربع الرابع من العام الماضي أو أكثر نحو 5.1 مليارات ريال". وأشار العمري إلى أنه قد تتعرّض أرباح بعض القطاعات المرتبطة مصادر دخلها بالتصدير إلى الخارج لنوعٍ من التذبذب أو التراجع غير الكبير، قياساً على حالة عدم الاستقرار المحيطة بالاقتصاد العالمي، موضحا أنه قد يظهر أثر لها بصورةٍ أكبر على أرباح تلك القطاعات خلال الربع الثالث القادم. وأضاف العمري: "بصورةٍ عامّة فإن الأرباح بالنسبة للشركات المدرجة آخذة في الارتفاع طوال الستة أرباعٍ الماضية باستثناء التأثير السلبي لمخصصات البنوك المحلية، ويدعم التوقع باستمرار هذا التحسن أن عددا من الشركات بدأ في التشغيل الفعلي كينساب وكيان وبعض الشركات الأخرى المتوسطة والصغيرة الحجم، إضافةً إلى احتمال توقف البنوك عن رصد مخصصات أخرى لحالات التعثر المحتملة، وأخيراً تحسّن ظروف الأسواق محلياً أو خارجياً وانعكاسها إيجاباً على بقية الشركات، وكل هذا مجتمعاً من شأنه دعم صعود مستويات أرباح الشركات لما تبقى من العام والأعوام القادمة". من جهة أخرى أوضح الخبير المالي( فيصل العقاب) في حديثه ل"الوطن" أن قطاع البنوك من المتوقع أن يحقق استقرارا في أرباحه خلال الربع الثاني من العام الجاري، مشيرا إلى أن مجموع الأرباح لمختلف البنوك المدرجة قد يصل إلى مستويات 5.8 مليارات ريال، متفقا بذلك مع عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الحميد العمري. وتوقع العقاب أن تتسم نتائج قطاع الأسمنت بالإيجابية لهذا الربع، مبينا أن تعاملات السوق قد تتأثر بدءا من اليوم بنتائج الشركات وترقب المستثمرين الإعلان عنها.