اقذفها إلى الأعلى يا خالد ,,, مررها يا أحمد بسرعة ,, أغلق المساحات من خلّفك يا نائل ...هيا ارمي الكرة يا سعد ...هيه هددددف...لقد فزنا .." هذا الفرح الطفولي وصراخ اللعب بالساحرة المستديرة يرسمه عصر كل يوم أطفال مدينة غزة , يخترقون زقاقا من أزقته المتلاصقة بحثاً عن مساحة فارغة صغيرة يحولونها إلى ملعب مرماه من خشبة متهالكة ومستطيله الأخضر رمال رطبة . يركض أحدهم حافي القدمين وهو يرتدي قميصاً على ظهره اسم اللاعب البرتغالي "كريستيانو رونالدو" نجم فريق ريال مدريد الإسباني أشهر الأندية الأوروبية في عالم كرة القدم. وبعد أن يتوقف عن اللعب لنيل استراحة قصيرة تزيح لهاث تعبه وركضه السريع يلتفت محمد رضوان صاحب ال"12"ربيعاً وهو يتعطش للعب من جديد :" كل يوم بعد انتهاء الدوام الدراسي والمذاكرة نأتي لكي نلعب كرة القدم ..هذه الهواية التي نعشقها .." لا أحد يحبها مثلنا وكما لو كان يركل الحصار المفروض على مدينته منذ أزيد من خمسة أعوام قذف محمد الكرة بقوة لتصل أصحابه ومضى يقول :" أتمنى أن أصبح لاعبا مشهورا في ميادين كرة القدم ..وأن أكون مثل "رونالدو" .." وتابع بفرح:" ما من أحد يعشق لعب كرة القدم ويحبها كأطفال غزة ...لكن للأسف لا توجد لدينا ملاعب ولا مدارس خاصة بالرياضة ...نبحث عن مساحات ضيقة لنمارس هوايتنا ...وحتى هذه المساحات تسبب لنا المتاعب فالكرة لا يمكنها أن تتهادى بسهولة ..." ويتمتع ريال مدريد بشعبية كبيرة في فلسطينالمحتلة. فبحسب استطلاع للرأي نشره المركز الفلسطيني للإعلام: 'إن غالبية الفلسطينيين تتابع الدوري الإسباني وأن نحو 36 بالمئة من الجمهور يؤيدون فريق برشلونة ، مقابل حوالي 51 بالمئة يؤيدون فريق ريال مدريد. تزيين فلسطين بمدراس كرة القدم حيث افتتح نادي ريال مدريد، بطل الدوري الإسباني لكرة القدم، أولى مدارسه الكروية في الأراضي الفلسطينية اول من أمس، وذلك في إطار الاتفاقية الموقعة بينه وبين وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتعزيز البرامج الرياضية في مدارس الوكالة. واحتضنت القاعة الرياضية لمعهد التدريب المهني التابع لوكالة غوث اللاجئين بمخيم قلنديا شمال القدسالمحتلة، إضافة إلى مركز تدريب خان يونس في قطاع غزة، مراسم الاحتفال الخاص بتدشين أولى مدارس كرة القدم للفريق والتي تستوعب أكثر من ألف طالب وطالبة من مدارس الأونروا. وباشرت المدرسة الكروية عملها بدورة تدريبية رسمية ضمت 29 مدرباً ومدربة من مختلف مناطق عمل الأونروا في فلسطين، وذلك لتأهيلهم على تأسيس فرق كروية في مدارسهم، حيث تم اختيارهم على أساس دوافعهم لتعلم وتعليم منهجية نادي ريال مدريد والخبرة في التربية البدنية والتدريب، خاصة في مجال كرة القدم. وسينخرط حوالي 1100 طفل وطفلة من الفلسطينيين في ال11 مدرسة التي تم تدشينها في كل من غزة والضفة الغربية، بمعدل 100 طفل في كل مدرسة. هذا وكان فلورنتينو بيريز، رئيس نادى ريال مدريد الإسباني، قد أبرم في نوفمبر من العام الماضي اتفاقية لإنشاء مدارس كروية تابعة للنادي في الأراضي الفلسطينية أثناء استقباله السيد فيليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في قاعة "بالكو" الشرفية بملعب سانتياغو برنابيو، بحضور كل من نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ريال مدريد انريكه سانشيز، والمدير التنفيذي للوكالة الإسبانية راكيل مارتي، إضافة إلى الأمير بدر بن عبد الله بن محمد الفرحان آل سعود. وأكد بيريز آنذاك عمق العلاقة التي تربط النادي الإسباني مع الشعب الفلسطيني، موضحاً أن عشق الشعب الفلسطيني للرياضة أجبرهم على الإقدام على هذه الخطوة. وأشار بيريز إلى أن الفريق الملكي منذ تأسيسه اتخذ العديد من مبادئ التسامح والاحترام والتساوي باعتبارها السلوك المثالي، معرباً عن فخره الكبير وناديه في التواجد على الأراضي الفلسطينية، نظراً للرسالة التي يحملها النادي الملكي في تحقيق السلام على هذه الأرض. مساندة دائمة للقضية الفلسطينية وتأتي هذه الخطوة استكمالاً للمواقف الإنسانية التي يقدمها نادى ريال مدريد في مساندة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذى يعاني من الحصار الإسرائيلي، حيث سبق أن قام الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو فييرا، نجم فريق ريال مدريد الإسباني بلفتة طيبة، وأعرب عن تعاطفه مع القضية الفلسطينية، واستنكر ما يتعرض له الفلسطينيون من قمع على يد القوات الإسرائيلية. كما سجل الهداف الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو موقفاً إنسانياً لاقى استحسان الكثيرين بعدما تبرع في وقت سابق بمبلغ 2.5 مليون يورو، قيمة الحذاء الذي تبرع به لمؤسسة ريال مدريد الخيرية التي قامت بدورها ببيع الحذاء في مزاد علني تم تخصيص عائداته لصالح أطفال فلسطين، الأمر الذي شهد ترحيباً واسع النطاق في الشارع الرياضي الفلسطيني.