صحيفة الطائف - متابعات أثار اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو حالة من الجدل بين العديد من الفلسطينيين الذين انقسموا بين مؤيد ممتن، ومعارض مستفز من قرار لاعب نادي ريال مدريد الإسباني التبرع بحذائه القديم لصالح أطفال قطاع غزة. ورغم أن حمى التعصب "المدريدي" و"البرشلوني" تجتاح الشارع الفلسطيني حالياً، لكنها لم تؤثر كثيرا على مواقف "المدريديين" و"البرشلونيين" الذين تباينت آراؤهم من الخطوة التي تزامنت مع حلول اليوم العالمي للطفل. وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" قالت إن اللاعب البرتغالي منح حذاءه الخاص لمؤسسة ريال مدريد الخيرية، التي قامت ببيع الحذاء في مزاد علني ب2400 يورو تبرعت بها لدعم مدارس الأطفال في قطاع غزة. مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو تسجيل موقف إنساني. وقال الشاب الفلسطيني محمد نوفل، وهو مقدم برامج رياضية، ل"العربية نت": "هذا شيء مخزي، لأن أطفال غزة أسمى بكثير، ولأن رونالدو يمتلك ما يكفي للتبرع لأطفال فلسطين، وإذا أراد أن يسجل موقفا إنسانيا، فعليه أن يتبرع مثلا من ماله الخاص أو أن يقود حملة من خلال اسمه وسمعته لدعم هؤلاء الأطفال بدلا من التبرع بصرمايته(حذائه) لنا". وأضاف نوفل "رغم أني من محبي رونالدو، وسأبقى كذلك كوني مشجع مدريدي متعصب، فإني أدعوه إلى أن يقدم شيئا له قيمة أعلى من الناحية المعنوية". من جهته قال المعلق الرياضي في إحدى الإذاعات الفلسطينية المحلية، علي أبو كباش ل"العربية نت" الجمهور الفلسطيني ينظر للحذاء أكثر من النظر إلى الموقف، الحذاء بالنسبة للاعب كرة القدم هو أهم شيء في حياته، وله رمزية كبيرة، وفكرة التبرع فيه تعكس موقفا رمزيا أكثر من القيمة المادية، لكننا في مجتمعنا سخّفنا الأمر، ونظرنا إلى الشكل أكثر من الجوهر". وأضاف "أنا برشلوني، وأشجع برشلونة ولست مغرما برنالدو، لكني أعتبر أن ما قام به يعكس موقفا عظيما، من إنسان شهم". بدورها قالت "المدريدية" فاطمة برقاوي "أنا لا أحب رونالدو لكني ممتنة لموقفه الإنساني تجاه أطفال غزة، وهو بالتأكيد لم يقصد إهانة أحد". أضافت "أظن أن علينا أن نشكره لأنه تذكر أطفال غزة، وهناك غيره الكثيرون من الرياضيين والأثرياء الذين لم يقوموا بشيء من أجل غزة وأطفالها". وقال "البرشلوني" أنس نبهان ل"العربية نت": إن في الأمر إهانة مزدوجة لأننا كعرب نعتبر الموضوع غير أخلاقي، وثقافتنا لا تقبل أن تهدي شخصا حذاء، وقد زاد رونالدو الطين بلة لأن الحذاء الذي تبرع بريعه لأطفال غزة كان مستعملا، وهذه إهانة إضافية، ونحن نقول له لا نريد تبرعاتك". من جانبه قال نبهان خريشة، مسؤول قسم الإعلام في اتحاد كرة القدم الفلسطيني ل"العربية نت" هذا تبرع له دلالة مفادها أن رونالدو متعاطف مع الشعب الفلسطيني، ورغم صغر المبلغ المقدم فإن له دلالات رمزية كبيرة، لكن بعضنا بتفكيره الشرقي العربي اعتبر الأمر إهانة، ونحن لا نرى فيه أية إهانة". وازدادت وفق مراقبين حمى التعصب لفريقي ريال مدريد وبرشلونة في الأراضي الفلسطينية. وكان استطلاع للرأي نشره المركز الفلسطيني للإعلام قال إن غالبية الفلسطينيين تتابع الدوري الإسباني وأن نحو (36%) من الجمهور يؤيدون فريق برشلونة، مقابل حوالي (51%) يؤيدون فريق ريال مدريد. وتزامن موقف رونالدو مع حلول اليوم العالمي للطفل، وأظهرت إحصاءات رسمية صدرت في بيان عن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، أن الاطفال يشكلون نصف المجتمع الفلسطيني وأن 54% من إجمالي الأسر الفقيرة في غزة لديها أطفال، كما قال البيان إن 6% من الأطفال في فلسطين هم عاملون، وأن حوالي 45% من الأطفال في الأراضي الفلسطينية من اللاجئين.