لم يصدق عدد من المصطافين في الطائف الأسبوع الماضي، الشعار الذي رفعته المحطة الوحيدة في الشفا: «نأسف لا بنزين لدينا». واعتقد الكثيرون أن الأزمة ستنتهي بعد ساعة أو حتى ثلاث، لكن طال الانتظار، الأمر الذي دعا الكثيرين من الزائرين إلى المبيت في سياراتهم، أملا في التزود بالوقود من المحطة الوحيدة في الشفا، في حين استغرق وصول شاحنات البنزين يوما كاملا. وأبدى عدد من المصطافين تذمرهم لسوء هذا الاستهجان وعدم فتح المجال أمام الجميع للمنافسة في توفير مثل تلك الخدمات الضرورية للسائح والمصطاف في مدينة الورد، لا سيما أن هذه الإجازات تشهد فيها منطقة الشفاء غالبية الزوار، ويستلزم الأمر إيجاد عدد من المحطات البترولية والمطاعم، فضلا عن حصر ذلك على مستثمر واحد. واعتبر عدد من سكان الشفا جميع وسائل الجذب السياحي بالمتنزه الشهير عبارة عن اجتهادات فردية يقومون بها من دون تقديم أي تسهيلات من الأمانة. وأوضح نايف السفياني أن «الشفا يفتقر إلى العديد من وسائل الجذب السياحي، وهذا ما أهدر ميزانيات ضخمة صرفناها من حسابنا الخاص لراحة السائح، كما وفر السكان البسطات على جنبات الشارع الوحيد الدائري على المتنزه، من دون وضع أكشاك من قبل الأمانة، التي فرضت بالفعل مواقع أخرى بجانبنا للاستثمار الشخصي، إننا نخلي العديد من مساكننا لتأجيرها للسياح لعدم فتح المجال لإنشاء وحدات سكنية، ومشاريع الأمانة حاصرتنا حتى أبواب منازلنا، وكأنهم يريدون تطفيشنا حتى نخرج ونترك لهم المتنزه». محطة وحيدة وأشار عبدالعزيز السفياني «من سكان الشفا» إلى أنه لا يوجد سوى محطة بنزين واحدة فقط: «من الطبيعي أن ينتهي منها الوقود في غضون ساعات لكثافة الزوار وحاجتهم الماسة إلى تزويد مركباتهم بالوقود، دائما تتكرر أزمة انقطاع البنزين عن المحطة، وهذا يفسد توافد الزوار إلى الشفا ويلحق الضرر بإيراداتنا المالية لهذه الفترة». وطالب بفتح المجال لجميع سكان الشفا في توفير المستلزمات الأساسية، كإنشاء الوحدات السكنية والشقق، وتوسيع نشاطات المطاعم الحالية: «غالبيتها متهالكة، ولا تؤدي الغرض منها، بالإضافة إلى أن بسطات فواكه الطائف في منطقة الشفا ضئيلة جدا، ودائما ما يزيلها مراقبو الأمانة، كما أن المتنزه من أول المتنزهات في الطائف، ولا تتوافر فيه سوى أربع دورات مياه، الأمر الذي يسمح بتحوله إلى منتجع للروائح الكريهة ومصبات مجار تقزز المشاهد». أشواك في الطريق ولفت عيضة أحمد إلى أن أغصان الطلح الكبيرة في المتنزه تفسد جلسات المصطافين الذين يبحثون عن ظلالها أوقات الظهيرة: «مع بداية دخول فصل الخريف تشهد تساقطا لأعواد الأشواك بكثافة هائلة، دائما ما تصيب الأبناء والأطفال والنساء، وتنغرس في أقدامهم، وتشتتهم من أماكن جلوسهم، وذلك الأمر يعني تهاون الأمانة في إرسال مقلمين يزيحون هذا الداء الخطير عن المصطافين الذين يأتون أفواجا، ولا يعلمون بأمره إلا بعد اختراق الأشواك أجسادهم» .