صباحكم ومساؤكم .. كالورد الطائفي عاطر الشذا مبلل بالندى .. في غالب جلساتنا العائلية وأحاديثنا الأجتماعية نتاول بعجب وغرابة أفعال الجيل الجديد ونقارن بينه وبين جيلنا . في رغبة منا بتوضيح الفرق الشاسع بين جيلنا وجيلهم مدعين بكمال جيلنا ومتناسين تماما مافعل أباءنا وأجدادنا من قبل حين سبقونا بتلك المقارنة .. العجيب .أننا في كل مرة نكرر تلك المقارنة البشعه نندب فقط سوء الجيل الحالي متناسين ..أننا من صنعنا وبوتقنا هذا الجيل ..ودون أن نشعر لنجعلهم مختلفين عنا وربما حاولنا زرع قيم نتوق أن نراها فيهم بسبب فقدنالها ..مماجعلنا نعاني في الزمن الفائت حين كنا مثلهم من أنتقادات لانستطيع الرد عليه ومشكلات لانستطيع تجاوزها وتناسينا تماماً أن الأنتقادات المستمرة لاتثمر شيئاً..وأن التذمر المستمر لايعقبه الافجوة بين الجيلين .. والحقيقة أن هناك فئة تميزت عن البقية وتجاوزت الفارق الزمني بين الجيلين بل أستطاعت سد الفجوة والوصول لحل وسط بينهما ولكن تلك الفئة قليلة جداً بالمقارنة مع المجتمع بأسرة وفئة ذاب جيلها الماضي في الجيل الحاضر وفقد هويته وقيمته بسبب سعيه الحثيث ومحاولاته المستميته في اللحاق بالركب التقدمي وحتى لايوصم بالجيل القديم ..وهم في الحقيقة مأسوف عليهم وفئة ثالثة ناضلت وأستمات في سبيل أثبات أحقية الجيل الماضي وصلاحيته للصدارة وأثبات عدم أهلية الجيل الجديد فصنعوا فجوة رهيبة وتلك الفئة قد تكون الأصعب في صراع الأجيال.. أما الفئة الرابعة والأخير من أتخذت من قانون لكم دينكم ولي ديني فتلك أهدأ الفئات وربما السلبية منها فقسموا الأجيال وعاشوا لحياتهم فقط بينما لم ينكروا حياة الجيل الجديدوبذلك تعايشوا مع الصراع بوضع أسلحتهم .. فتلك الفئة ربما تكون الأغلبية .. وحتى نناقش تلك الفئات الأربع ..ينبغي علينا معرفة هوية كل منهم وأهدافهم .. (لاتكرهوا أولادكم على أخلاقكم فأنهم خلقوا لزمن غير زمانكم ) لنا لقاء بأذن الله في المقال القادم