(1) ..أمر يدعو للتفاؤل حقا.. تعيين الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ رئيساً عاماً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..فتلك شعيرة ندب إليها الاسلام،بشرط ألا تتحول إلى معارك ..فنحن في بلد(الأمن والأمان)كما نردد ونفاخر أمام أنفسنا،والآخرين.. (2) ربما يصدر حديثا كتاب لصحفي محلي عن المثقفين والقبيلة .. ونتذكر معه -مباشرة- كتابا آخر عن الحداثة و الاسلام..لأن كليهما(كان)يستجدي قيمتين عظيمتين في الذهنية العربية الاسلامية(المحلية)..الاسلام الجليل، وأطياف القبيلة.. ليصرعا بهما خصومهما المثقفين والأدباء والمبدعين..بطريقة شوهت الدين والقبيلة معا..إذ لايمكن لعاقل أن يقبل استغلال الدين الاسلامي العظيم لإقصاء الذين ينتمون إلى عالم الثقافة والأدب وتجريمهم،فالاسلام هو المحفز الدائم للنهضة والثقافة والتحديث عبر عصور الحضارة..ولا يمكن في اللحظة ذاتها أن يقبل عاقل استغلال قيم الذكورة (العليا )في الذهنية القبلية لإقصاء مشهد ثقافي يتكون بالضرورة من الرجل والمرأة معا!! كلا الخطابين يقدمان نفسيهما عدوين شرسين للثقافة وأجناسها،كما أنهما يتبادلان الدعم والتشجيع في مواجهة الثقافة..إضافة إلى أن شرط(الحوار الثقافي)غائب(من الأساس)،ولذلك فإن أية محاولة حوارية مصيرها الفشل والوجع! وبالتالي فلن يتضرر من صراع تلك الخطابات سوى المجتمع ذاته،الذي ربما يظل معظمه-حتى الآن-مجتمعا عاطفيا انفعاليا،لم يلج في حمى الثقافة بعد..وعندئذ سنظل نراوح مكاننا(الأول)من جديد..فلا جديد.. هل تكون المسألة برمتها استماتة من أجل المحافظة على الوصاية العريقة للمرأة.؟!! هل تكون القضية من أساسها استماتة من أجل المحافظة على النجومية(الواهمة)أمام عيني المرأة(المقدسة)؟! (3) شتائم واتهامات وانتهاك للأعراض.. هل تلك تمثل (تغريدات)؟.. هل تلك (تغريدات)؟..تركنا لكم الأرض (فتبعتونا).. في الآفاق(بصياحكم) إياه!!..أين نذهب؟ (4) أصحاب تلك الممارسات الاقصائية- ومن دافع عنهم وشجعهم- الذين انتهى بهم الأمر لمناصبة المؤسسة الثقافية العداء والخصام، هل (يعدون) خارجين على الصف؟؟ ألا تتنافى تلك الممارسات مع شواهد دينية مقدسة أمرت بالتأدب مع الآخرين؟. (5) من الذين يمكن أن (يمثلونا)حضاريا على المستوى الفكري والثقافي..؟ أليسوا هم عبدالله الغذامي وتركي الحمد ومعجب الزهراني وسعيد السريحي ورجاء عالم وعبده خال ويوسف المحيميد ومحمد الثبيتي ومحمد العلي..نماذج! (طيب)...كيف ينظر معظم أفراد مجتمعنا إلى هؤلاء؟؟وما هو الموقف الذي اختارته خطابات البعض لتصنيف هؤلاء الأسماء؟؟ ألا ترون معي أن الإجابة على تلك الأسئلة ملتحفة بالسواد والشك والاقصاء..؟! ثم هل تتحسرون معي على أمة تجد دائما في نصب السياجات الحديدية حول نفسها،كي لاتصل إلى(حماها)قصيدة أو حكاية أو أغنية؟؟ هل تتحسرون معي عليهم وهم يحاربون الثقافة..الأدب..الجمال..الحياة..؟ من يقف في مواجهة الحياة غير الموت..(الموت)؟ (6) احتكار المعرفة يصدر عن عقلية نخبوية متسلطة تحتقر الآخرين، ومآل ذلك الفعل بقاء الجمهور فريسة تحت سلطة الهوية(المزعومة)ووصاية الأيديولوجيا..! (7) هناك عدة قراءات/مواقف لصياغة موقف الانسان من الثقافة /الحياة: -قراءة أحادية:تختزل معنى المشهد ، كي تصنفه في ذلك الاتجاه الفكري. -قراءة اتهامية عدوانية: يتعامل أصحابها مع الأثر الثقافي بعقلية المحقق للحكم عليه وإدانته،بوصفه مصدرا للخطأ أو مناقضا للحق والفضيلة. -قراءة اعتباطية: يتخذ أصحابها من الشواهد الثقافية مطية أو ذريعة لإسقاط أوهامهم ومشكلاتهم، أو لإثبات قناعاتهم وتبرير فشلهم.. -قراءة توليدية:تتعامل مع المشهد الثقافي كحقل للدرس والتنقيب، أو كإشكالات تحتاج إلى التحويل والتجاوز،باستثمار مكتسباته المفهوماتية وإغنائها وتوسيعها..وجعلها قابلة للصرف والتداول في كل مكان وعند أية لحظة(حضارية).. إذا.. فإلى أي قراءة تنتمي خطاباتنا...؟ الجواب لديكم وأنتم(تقرأوون) (8) ..وبعد فإني أخشى أن تتحول كل قراءتنا وكتاباتنا لمقاربة (الثقافة) والحديث عنها، بدون أن نمارسها أو نخوض غمار فنونها وأجناسها..إذا فاتجهوا مباشرة لقراءة رواية (الثلج) الجديدة لصنع الله إبراهيم..أو تجليات امبرتو إيكوفي كتابه(كيفية السفر مع سلمون).. أو اقرأوا من جديد مجموعة يوسف المحيميد القصصية الفاتنة(الاشجار لم تعد تسمعني)أو ماكتبه عبده خال عن(الأوغاد وهم يضحكون)!! اقرأوا ثم غردوا..غردوا..وتسلقوا مع(مادور جافري)أشجار المانغا!!