نلاحظ التطور الثقافي الذي وصلنا إليه في مجتمعنا العربي السعودي والكم المعرفي المتزايد الذي يولد في جزء من الثانية والتقنية التي نعيشها والتي اصبحت ضرورة من ضروريات الحياة لا يمكن الاستغناء عنها ولكن رغم ما وصلنا اليه إلا اننا نقف في نقطة لا نتجاوزها ربما هي مفترق طريق نحن من صنعه فتلك العلوم التي ملئنا بها عقولنا لم تجعلنا نتفكر بشكل جيد وجدي ! فما زلنا نقيس الاخرين بذلك التراكم الثقافي الذي اسقينا به منذ الصغر من اناس تشددوا او لم يتعمقوا جيدا بالتعليم فمرت السنين وهم مازالوا متقوقعين على افكارهم ليسقوها جيل بعد جيل وحينما انفجرت المعرفة وخلق جيل يعي اهمية التفكير وبدأنا نتفكر بما تعلمناه وبما يقال لنا اصبح البعض امام حاجز حين الحوار فنجد المتوقفين عن التفكير لم يستطيعوا ان يستمروا بحوارهم او تدبره فنجدهم يلهثون لمعرفتهم القديمة يستجيدونها علما او رأي ليرموا به الاخرين ! للأسف مجتمعنا الان يعاني من مأزق المسميات التي اصبحت سمة لنا فربما نصل لمرحلة لن ننادي بعضنا البعض بأسمائنا التي اصبحت ماهية لنا بل بمسميات فكرية لم تؤخذ بشكلها الحقيقي فهذا ليبرالي الفكر وهذا زنديق وملحد وهذا متشدد وهذا صحوي وهلم جره من مسميات نحن او ربما اطراف خارجية وضعوا بذورها لنا ونحن سقيناها لنتسلح بها ضد بعضنا البعض وحتى لا نقف بصف واحد فربما نجد انفسنا في السنوات القليلة القادمة مقسمين كما قسمنا سابقا الى سنة وشيعة فكم فئة سيضم مجتمعنا اترك لكم صورة التفكير بما سيحدث حينها من اقتصاص اطراف بعضنا البعض ومن فتح الباب على مصراعيه للأطراف الخارجية لتقضي على الرمق الاخير منا حينها يا سادة لن يجدي اتحادنا او بحثنا عن اخوتنا الذين ملئناهم حقد وكراهية لأننا سنكون في بوتقة عداء وصراع بين انفسنا والطرف الآخر والعدو . حمانا الله واياكم وحمى هذا الكيان الذي يجمعنا من شر فتن الليل والنهار ودمتم بسلام تنعمون ,,