اعتبر خبراء سياسيون أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى المنطقة، التي ستبدأ اليوم الأحد بمباحثاتٍ في الرياض حسب بيانٍ صدر الخميس الماضي عن وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن، تستهدف تهدئة الأوضاع بين بلاده ودول القرار العربي بعد توترٍ في الفترة الأخيرة على خلفية المواقف الأمريكية من الملفات الشائكة في منطقة الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، استبعدوا أن يكون لزيارته إلى القاهرة تأثير على محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، صباح غدٍ الإثنين. وربط المحلل السياسي حمود الزيادي، بين زيارة كيري وقرار المملكة برفض عضوية مجلس الأمن، وقال إن الرفض السعودي للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن كان «رسالةً قوية وصلت إلى الإدارة الأمريكية، خاصةً أنها جاءت من دولة مهمة في المنطقة». وتوقع الزيادي، في تصريحاتٍ ل«الشرق»، أن يحاول كيري إعادة التفاهم مع المملكة في أمور المنطقة خلال زيارته، لافتاً إلى ما سمّاه «قلقاً سعودياً» من الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السورية. كما أشار إلى «علامات استفهام حول التردد الأمريكي تجاه بعض القضايا ومحاولة مكافأة النظام الإيراني مقابل تسويات معينة منها التخلي عن الطموح النووي، وهو ما قاد إلى تقارب بين واشنطن وطهران على حساب دماء السوريين». وتابع الزيادي قائلاً «يبدو أن الجانب الأمريكي يشعر أنه قد يفقد أصدقاءه المعتدلين والأقوياء في المنطقة كالمملكة والإمارات ومصر والأردن، لذا ينبغي أن يعيد الأمريكيون النظر في رؤيتهم السياسية»، معتبراً أن المملكة تقود رؤية سياسية جديدة في المنطقة وتقترب من بعض الدول الأوروبية، خاصةً فرنسا التي يختلف موقفها من الصراع السوري عن الموقف الأمريكي. ودعا الزيادي إلى موقف حازم تجاه التمدد الإيراني في المنطقة، وتجاه مسألة رحيل النظام السوري، محذراً من تقديم مكافآت لإيران على حساب القضية السورية. في السياق نفسه، استبعد الزيادي تأثير زيارة كيري القاهرة على مسار محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، صباح غدٍ الإثنين، ورأى أن الأحداث في مصر تجاوزت مرحلة التأثر بالخارج. من جانبه، رجَّح المحلل السياسي عبدالعزيز داغستاني أن تميل واشنطن إلى التهدئة في الوقت الحالي للحيلولة دون تفجر الأزمة مع دول المنطقة، مرجعاً الأزمة إلى موقف أمريكي ضبابي ومتذبذب تجاه ملفات الشرق الأوسط. وأوضح داغستاني، في تصريحاتٍ ل«الشرق»، أن المصالح الأمريكية مع دول الخليج قد تتأثر على المدى القصير لكنها قائمة على أسس استراتيجية، مؤكداً أن الجانب الاقتصادي يحتم استمرار هذه العلاقات على المدى البعيد. ويعتقد داغستاني أن «وزير الخارجية الأمريكي أتى إلى المنطقة هذه المرة لكي يقول إن الأخطاء متراكمة من كل الأطراف وعلينا أن نتجاوزها».