يتسلم الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني مهام منصبه بعد غد، ليصبح الرئيس السابع ل»إيران الثورة». و»إيران الثورة» التي يحاول أن يبدأ روحاني حكمها بخطاب تصالحي مع جيرانه العرب، تفعل كل شيء إلا التأكيد على نبرة التصالح الواردة في خطب رئيسها الجديد، فمن احتلالها للجزر الإمارتية الثلاث، إلى تدخلها في الشؤون الداخلية لعديد من الدول العربية، ودعمها للجماعات المسلحة في اليمن، ومحاولاتها السيطرة على حركات المقاومة الفلسطينية، وصولا إلى مشاركتها في حرب مفتوحة ضد الثورة السورية، وانتهاء بمحاولة فرض السيطرة السياسية على العراق، تبدو تعريفا واضحا لمحاولات بسط النفوذ والهيمنة، كما أنها تستمر في محاولتها الدؤوبة لبسط نفوذها عبر ولاية الفقيه ونشر المذهب الشيعي في المحيط العربي والإسلامي في محاولة لإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية. لقد عمل قادة طهران وبشكل حثيث على عسكرة المجتمع الإيراني، وتجييشه ضد محيطه، وبناء فجوة واسعة مع جيران الشعب الإيراني الأقربين، كما أنهم استهلكوا مقدرات هذا الشعب في دعم الحركات هنا وهناك ومحاولة تصنيع سلاح نووي يضع البلاد في مواجهة مؤجلة مع العالم، ما قاد إلى فرض عقوبات اقتصادية أوروبية وأمريكية ضد البلاد. كما انهمك قادة طهران على مدى أكثر من ثلاثين عاما في ضبط الوضع الداخلي بما يضمن استمرار سلطة المرشد ومؤيديه، وكانوا حريصين دائما على إخراس أي صوت معارض «يغرد خارج السرب» حتى لو أدى ذلك إلى مواجهات في الشوارع كما حدث عقب الانتخابات الإيرانية عام 2009. ولذلك ربما، وبناء على كل ما مارسه الساسة الإيرانيون سابقا، سارع الشعب الإيراني إلى انتخاب روحاني لعله يخرجهم من هذه المواجهات التي يسعى لها قادة طهران ولا يحصد منها الشعب إلا المعاناة والعقوبات الاقتصادية التي تزيد حياته صعوبة. لذا فروحاني مع بداية عمله بعد غد مطالب أمام الإيرانيين وجيرانهم والعالم أن يثبت أنه حقا الرئيس الإصلاحي الذي اختاره الشعب لإخراجه من هذه الحلقة المفرغة من المعارك والصرعات، أو أن يكون حقا مجرد أداة في يد المرشد الذي يقول كثيرون إنه سمح لروحاني بالفوز في الانتخابات الإيرانية في محاولة لامتصاص نقمة الشارع الذي بدأ يتململ مع تفاقم الأزمة الاقتصادية نتيجة العقوبات وكبت الحريات واعتقال المعارضين، وأيضا لامتصاص النقمة الدولية والعربية على إيران التي تصاعدت كثيرا خاصة مع تدخل قوات الحرس الثوري في سوريا. يومان فقط ونعرف هل سيكون روحاني علامة فارقة بين الرؤساء الإيرانيين، أم مجرد امتداد لأسلافه من رؤساء إيران الذين يملكون، ولا يحكمون.