كشف عضو مجلس إدارة غرفة مكة ورئيس اللجنة التجارية السابقة ماهر جمال، عن حيل ملاك المتاجر لتسويق السلع المشهورة عبر تخفيضات كبرى، تلفت أنظار المستهلكين، ومن ثم تعويض هذه التخفيضات برفع أسعار الأصناف غير المشهورة. وأضاف «هناك حرب أسعار بين المتاجر المتنافسة، تصل إلى أن يشتري المتجر السلعة بريال واحد ويبيعها بنفس القيمة بغرض كسب سمعة «الأرخص» في السلع، في المقابل يرفع أسعار الأصناف الأخرى»، موضحاً أن «هناك سياسات تسويقية مختلفة لجذب العملاء، تستخدم هذا النوع». وأبان ماهر أن «الزيادة في الأسعار لا يمكن نفيها خاصة في منافذ البيع الصغيرة». وحذَّر ماهر من التلاعب بأسعار السلع. وقال «التاجر الذي يعمل على تحقيق مبيعات تصل إلى مليون ريال في يومين يستطيع أن يحقق نفس أرباح المبيعات خلال أسبوع، وبزيادة مائتي ألف ريال، لأن المستهلك الذي يتسوَّق بارتياح فرصة شرائه سلعاً أكثر تكون كبيرة، كما أن التدافع على طوابير (الكاشير) منفِّر لكثير من العملاء». وألمح ماهر إلى أن «المستهلك يتذمَّر من الكثافة وسوء التسوُّق قبل انطلاق رمضان بيوم واحد، وكذلك التاجر عنده نفس القلق ويفضل أن يتوافد المستهلكون على فترات متباعدة، ليتمكن من تنفيذ خطته التسويقية بشكل جيد وتغذية الأرفف بما تحتاجه من البضائع المناسبة»، مبيناً أن «إرهاق التاجر بضغوطات كثافة المستهلكين في فترة واحدة منفِّر، إذ يرغب أن تكون نفس الأعداد موزعة على أسبوعين للشراء وليس قبل رمضان بيوم واحد». ولفت إلى أن «استراتيجيات التسويق تساعد فيها الشركات والماركات للسلع التي تروِّج لبضائعها، بالتعاون مع محال السوبر ماركت»، مشيراً إلى أن «المتاجر تبادر في إيجاد أفكار تسويقية، تهدف إلى جذب المستهلكين أو تعتمد على تخفيض أسعار بعض الأصناف المهمة، وبعضها يلجأ إلى النزول بالأسعار بشكل عام»، موضحاً أن «المتاجر والسوبرماركت تراعي في تصميمها وتركيبتها استهداف تباين المستهلكين، حيث أصبحت قادرة على تحديد نوعية الطبقة الاقتصادية للمستهلك، وعلى أساسه تهتم بشكل المتجر ومستوى الخدمة والنظافة والتكييف دون النظر لارتفاع السعر، ورغم ذلك المستهلك مؤخراً بدا واعياً ويهتم بالمفارقات في الأسعار عما كانت عليه في السابق». واستبعد زهير نوري (مستثمر في قطاع المتاجر) تعمُّد رفع أسعار السلع من قِبل ملاك المتاجر واستغلال تدافع المستهلكين، مؤكداً أن المتاجر ترفع من إنتاجها وطاقتها لتستمر محافظة على المستهلك، وحتى يعود مجدداً لشراء مستلزماته من نفس المتجر دون مغادرته إلى متجر آخر؛ لذلك نحرص على الإعلان عن تخفيضات تناسب الدخل الشهري للمستهلك، وتحقيق أرباح ونسبة مبيعات مُرضية للمتجر. ورأى تركي بدر (مستثمر في قطاع المتاجر) أن ارتفاع نسبة المبيعات مبررٌ في شهر رمضان بسبب حجم الاستهلاك، وبالتالي تنعكس على المبيعات والأرباح، رافضاً أن يكون رفع أسعار السلع من ضمن الخطة التي يعتمد عليها مالك المتجر، مشيراً إلى أن المستهلك ليس مربوطاً بفترة ووقت محدد ويرحل بعدها، لذلك كسبُ ثقته هدف مطلوب لوجوده طوال العام.