مع العد التنازلي لشهر رمضان المبارك تواجه الأسر هواجس ثقيلة وهموم لا حد لها تجاه التجار والباعة الذين درجوا على التربح والتكسب واستغلال حاجتهم للمواد الغذائية ومستلزمات الشهر .. المستهلكون يقولون إن التغيرات الكبيرة التي تطرأ على أسعار السلع تحدث بدون سبب منطقي .. فالمواد متوافرة والأسواق مليئة والعرض كثيف فلماذا المغالاة والمزايدة؟ رمضان الذي يعتبره البعض موسما للتربح.. يقابله نهم اعلاني واسع النطاق عبر مختلف الوسائط الاعلامية المرئية والمقروءة ويظل المستهلك رهينا ببريق الاعلان وسلعته الناعمة وهجير المغالاة والثمن الباهظ ، وتتقاذفه الجهتان من جانب إلى آخر. الافدح من كل ذلك ان الموسم يعقبه العيد ومستلزماته التي ترهق كاهل متواضعي الحال وتضعهم امام طائلة من الطلبات الجديدة ثم يأتي موسم العودة إلى المدارس فحدث ولا حرج . هجمة إعلانية يقول سعيد الغامدي تعودنا مع حلول رمضان كثافة اعلانية منقطعة النظير عن السلع والمواد الغذائية الجديدة والمستحدثة التي تستهدف استنزاف اخر ريال في جيب المستهلك وهو الامر الذي يخلق شيئا من الريبة والشك ان بعض المتاجر تعمل على التخلص من سلعها المستودعة من قبل حلول الشهر والمأمول من المشتري ان يدقق جيدا في تواريخ الصلاحية وفاعلية المباع فأغلب الظن ان بعض المتاجر تنشط في التحرر من سلعها قريبة الصلاحية. اما عبد المجيد الزهراني فقد سلط الضوء على ما اسماه الهجمات الاعلانية المنظمة حتى ان الامر يبدو ان هناك اتفاقات وصفقات وتعهدات سرية بين التجار فهناك سلع مخفضة في متاجر واخرى عالية الثمن وتجد نفس السلعة بسعر آخر في متجر وهذا يوحي للمستهلك بأن الأمر ليس صدفة بل عمل مدروس وسط غياب جهات الرقابة . المراقبون في إجازة عبدالله عثمان يعزو الارتفاع والتفاوت في الأسعار بين المتاجر في المكان الواحد إلى ضعف اداة المراقبين لكن الحق يقال فإن بعض الارتفاعات في الاسعار تعود الى المستورد الحصري الذي يغالي في السلعة ولا تجد المتاجر الصغيرة غير مجاراة المستوردين .. يبدو ذلك بصورة جلية في سلعتي السكر والارز والحليب وبعض السلع الاساسية . وبحسب تجار فإن فرق الرقابة لا تهتم كثيرا بمراجعة قوائم الاسعار . ويتساءل خالد القرني لماذا لا يتم إنشاء جمعيات تعاونية كما في بعض الدول حيث تقدم السلع الاساسية بأسعار في متناول يد المواطن البسيط. وانتقد المستهلك منصور الفايز ما اسماه التخفيضات الوهمية الكاذبة في بعض المتاجر حيث تشتمل معروضاتها الورقية على اسعار تختلف عن المعروض فعليا في الارفف ويستاءل عن دور وزارة التجارة في معالجة مثل هذا السلوك . ويضيف ان المنتج المخفض يكون اقل وزنا وحجما وقيمة من المعلن في النشرة ما يوحي ان العملية فيها تلاعب كبير بعقل المستهلك وجيبه. كما ان بعض المتاجر تعمل على عمل تخفيضات طفيفة في بعض السلع مع الزيادة في اخرى ويبتلع المشتري الطعم. الأسعار واحدة ذكر عاملون في قطاع بيع المواد الغذائية أن مستويات أسعار السلع الرمضانية للعام الحالي ستكون قريبة مما كانت عليه في العام الماضي، مشيرين إلى أن نسبة الفروقات في الأسعار بين موسم رمضان لهذا العام مقارنة بالعام الفائت لا تتجاوز نسبة 4 في المائة . مؤكدين أن مخازن المراكز الغذائية امتلأت خلال اليومين الماضيين بالسلع الرمضانية التي اعتاد المستهلكون على شرائها مع قرب الشهر. وطبقا لمصدر في لجنة المواد الغذائية في مجلس الغرف السعودية، فإن العروض الرمضانية للسلع الاستهلاكية تحظى بسقف عال من الحرية، مؤكدا أن الأسعار قريبة عما كانت عليه في العام الماضي، نظرا لتطابق الظروف الاقتصادية . وأضاف بأن الفرق في الأسعار بين محلات بيع المواد الغذائية يعود لأسباب كثيرة من أبرزها التكلفة الأولية للسلعة التي قد تختلف من متجر لآخر . ويتوقع يعقوب عمر مدير أحد المراكز التسويقية أن لا تبتعد أسعار السلع الرمضانية للعام الحالي كثيرا عما كانت عليه في العام الماضي، وأضاف أن المستودعات ومحلات بيع المواد الغذائية تكاد تكون ممتلئة بكل ما يحتاجه المستهلك أي أنه لا مجال لنقص شيء من مستلزمات الشهر . السلع متوافرة ويرى بدران بشير مدير مركز محلات بيع المواد الغذائية بالجملة أن شهر رمضان يعتبر من الأشهر الأكثر ربحية لتجار المواد الغذائية بسبب ثقافة الأسر تجاه أهمية تنوع المائدة ما يجعل شهية التجار مفتوحة للترويج لسلعهم بطرق عدة منها الإعلانات التلفزيونية جذبا للمستهلكين حيث إن الربح قد يرتفع إلى الضعف مقارنة ببقية أشهر السنة، ونفى بشير وجود أي شح في المواد الغذائية . من جهته، أكد مصدر في التجارة أن الوزارة بصدد الانتهاء من رصد أسعار السلع الاستهلاكية الرمضانية منعا لأي تلاعب في أسعارها من الموزعين وتجار التجزئة وسيتم تطبيق اقصى العقوبات على المغالين .