ينتقد أمين عام حزب الله اللبناني الأسبق وأحد مؤسسي الحزب صبحي الطفيلي، ما يسميه الازدواجية الإيرانية في التعامل مع الولاياتالمتحدة فليس من المقبول – من وجهة نظره – أن «تتحالف طهران مع الأمريكيين في العراق، وأن تتحارب معهم في لبنان بقيادة واحدة، فهذا أمر لا يقبله عاقل»، حسب تعبيره. ويمثل عالم الدين الشيعي، الشيخ صبحي الطفيلي، حالةً نادرة بين قيادات حزب الله السابقين والحاليين نظراً لتباين مواقفه معهم من النظامين الإيراني والسوري. ويرى الطفيلي، الذي وُلِد عام 1948 في بلدة بريتال في البقاع اللبنانية، أن ما يحدث في سوريا «ثورة»، وأن مَنْ يُقاتلون من حزب الله داخل الأراضي السورية في مواجهة الثوار «ليسوا من الشهداء». وللطفيلي اعتراضات على «شخصنة» حزب الله وابتعاده عن قواعد الشورى، ويعود هذا الخلاف إلى عام 1992 عندما اعترض على دخول الحزب إلى البرلمان اللبناني مع أن مقربين منه كالشيخ خضر طليس كانوا قد دخلوا البرلمان، بعد فتوى شرعية من الولي الفقيه الإيراني علي الخامنئي الذي أجاز المشاركة في الانتخابات فيما أصر الطفيلي على الوقوف ضدها. وفي عام 1996 عارض الشيخ تفاهم الحزب مع إسرائيل، ويقول الطفيلي: «بدأت نهاية هذه المقاومة مذ دخلت قيادتها في صفقات مع إسرائيل كتفاهم تموز 1994، وتفاهم نيسان 1996، الذي أسبغ حماية على المستوطنات الإسرائيلية، وتقف المقاومة الآن حارس حدود للمستوطنات الإسرائيلية، ومَنْ يحاول القيام بأي عمل ضد الإسرائيليين يلقون القبض عليه ويسام أنواع التعذيب في السجون». وأعلن في العام 1997 ما وصفه ب «ثورة الجياع» ضد الحكومة اللبنانية وهو ما عارضه الحزب الذي قرر فصله من صفوفه في يناير 1998. وبعد فصله، وجَّه الطفيلي انتقادات قاسية لقيادة حزب الله واتهمها بالعمل على حماية المستعمرات الإسرائيلية في شمال إسرائيل، كما ظهر تباين بينه وبين المقاربة الإيرانية لملفات الشيعة في المنطقة. وعقِب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، بدا الطفيلي أقرب إلى مواقف قوى 14 آذار، وأيّد النسبية في قانون الانتخابات النيابية اللبنانية. وبعد معركة القصير، قال صبحي الطفيلي إن ما جرى في هذه المدينة السورية «هزيمة لحزب الله وليس انتصاراً» ورأى أن «الدور الذي يلعبه الحزب كمقاوم سقط حتى في عيون شبابه»، متهماً قيادته بإدخال لبنان في حرب مذهبية تصب في مصلحة إسرائيل.