تواجه ممرضات تقلبات الطقس في طريقهن إلى عملهن في منطقة عريرة الصحراوية التابعة لمحافظة الأحساء، التي تكون في غالبية أيامها مغبرة الأجواء، ما يجعل المسافة التي يقطعونها وتقدر ب 150 كيلومترا، لايقل زمن الوصول فيها عن الساعتين. وتؤكد الممرضات صعوبة إيجاد حل لمشكلة الغبار، معللات ذلك بأن وسائل الوقاية غير كافية. الإبل السائبة والغبار ذكرت الممرضة فاطمة الفرج لدى مستشفى الأمير سلطان في عريرة، أنها منذ أربعة أعوام وحتى الآن وهي تعاني من اضطرابات المناخ عند انتقالها إلى عملها من القطيف إلى منطقة عريرة المغبرة، مشيرة إلى أن ذلك الطريق مليء بالإبل السائبة، ولا تقل مسافته عن 150 كيلومترا. وأضافت أن هذه الأجواء المغبرة تشكل خطراً عليهن بسبب احتجاب الرؤية طوال الطريق، وذكرت أن الأجواء داخل المستشفى وقت ازدياد شدة الغبار تكون مليئة بالأتربة، موضحة أنهن سعين لارتداء الأقنعة، ولكنها لا تجدي نفعاً، إذ إنها تقي الفم والأنف فقط، وبينت أن سكان المنطقة أنفسهم يتأثرون بالغبار، مشيرة إلى أنه نتيجة لذلك يعاني معظمهم من أمراض الجهاز التنفسي بنوعية «الحاد، والمتوسط «. التنظيف لا يجدي نفعاً وأوضحت الممرضة فاطمة السيهاتي، أن حجب الرؤية في الطريق يجعلهن يشعرن وكأنهن في مسيرة ضبابية لا نهاية لها، مضيفة أن ذلك يجعلها تشعر بالخوف من ظهور شيء مفاجئ يؤدي إلى حصول أمر سيئ لا سمح الله، وذكرت أن عاملات التنظيف في المستشفى يقمن بواجبهن في تنظيف المكان من الغبار، مبينة أن ذلك لا يجدي نفعاً إذ إن المنطقة بطبيعتها صحراوية، وينتشر الغبار فيها باستمرار. سرعة السيارات وذكر السائق حسين عبدالله، أن أكثر ما يعاني منه أثناء توصيل الممرضات إلى المستشفى هو ازدياد سرعة سائقي السيارات الكبيرة، مشيرا إلى أن الطريق الواصل من القطيف إلى عريرة مساحته جيدة، ويتسع لعدد من السيارات إلا أن السائقين المتهورين يضيقون علينا الخناق، الأمر الذي قد يؤدي للتسبب في وقوع حوادث، إذ إنهم لا يتقيدون بالسرعة المحددة، مضيفاً أن ذلك يعيق حركته في الالتزام بالسرعة المحددة وخاصة في الأيام المغبرة.