تسبَّبت عاصفة الغبار التي تضرب المنطقة الشرقية، منذ يومين، في دخول 1340 شخصاً إلى المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، أمس، متأثرين بأمراض ذات صلة بالجهاز التنفسي. إذ استقبلت مستشفيات حفر الباطن 650 شخصاً، والقطيف 350، والخفجي 290، وقرية العليا 50 شخصاً. وقال الناطق الإعلامي في مديرية الشؤون الصحية في محافظة حفر الباطن عبد العزيز عبدالله العنزي: «إن غالبية المراجعين من مرضى الربو الشعبي، والأمراض التنفسية الأخرى». ونصحت «صحة حفر الباطن»، المواطنين والمقيمين، وبخاصة مرضى الربو والمصابين بالأمراض الصدرية، ب «عدم التعرض إلى الغبار والأتربة، والبقاء في المنازل، وعدم مغادرتها إلا للضرورة، ولبس الكمامات الواقية أثناء الخروج»، مبينة أنها «اتخذت جميع الاحتياطات لمواجهة موجة الغبار، وتجهيز أقسام الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها، لاستقبال الحالات المتهيجة بفعل الغبار». إلا أن الأهالي ذكروا أن البقاء في المنازل لم يعد يجدي في تلافي الإصابة بالنوبات خلال فترة العواصف الغبارية، إذ أن ذرات الغبار تتسلل إلى المنازل، من خلال فتحات غير مرئية، أو بمجرد فتح الباب، ما يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي، والإصابة بالأمراض. وتسببت موجة الغبار في شلل «شبه تام» لحركة السير في شوارع حفر الباطن، وبخاصة السريعة منها، إذ انعدمت الرؤية فيها تماماً. ما جعل السير فيها «مغامرة، غير مأمونة العواقب»، بحسب قول منصور الظفيري، الذي اضطر إلى الخروج من المنزل، لجلب ابنته من المدرسة، فور انتهاء الاختبارات صباح أمس. وأضاف «بالكاد كنت أرى الطريق إلى المدرسة، ولم أشعر بالاطمئنان بأن أجعلها تأتي مع السائق في هذه الأجواء». وأشار الظفيري، إلى أن سائقي الشاحنات المارين في محافظة حفر الباطن، في طريقهم إلى محافظات ومناطق أخرى، أو إلى دول أخرى، «اضطر كثير منهم إلى التوقف على جانبي الطريق، بسبب رداءة الطقس، وخوفهم من التعرض إلى الحوادث المرورية».