أجبرت الأحوال الجوية السيئة الكثير من سكان العاصمة ومناطق ومدن أخرى متفرقة على ارتداء الكمامات الواقية حتى أثناء أدائهم صلاة الجمعة داخل المساجد. وفيما توقفت الحركة الملاحية بفعل موجة الغبار الكثيفة بمطار الملك خالد الدولي لساعات أمس استقبلت أقسام الطوارئ بالمستشفيات والمستوصفات في العاصمة أكثر من ألف حالة حتى عصر أمس من مرضى الجهاز التنفسي خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى الربو. إلى ذلك، أوضح أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية، مدير وحدة العلوم الجوية الدكتور ناصر سرحان أن المملكة تعاني من موسم جفاف مما جعل التربة خفيفة، الأمر الذي جعلها عرضة للعواصف الرملية بعد تعرضها للرياح الهوائية. وقال إن المملكة لا تستطيع التصدي للعواصف الرملية نظرا لأنها بلد صحراوي، مشدداً على أن الحل الوحيد لذلك هو المطر، مشيرا إلى أن زراعة الأشجار العالية حول العاصمة أمر جيد للتخفيف من شدة الرياح. ضربت موجة كثيفة من الغبار العاصمة الرياض أمس، وحولت سماءها إلى اللون البرتقالي، وتسببت في تدني الرؤية الأفقية إلى أقل من 200 متر. واستيقظ السكان صباحا على الأتربة المثارة بشكل كثيف، واضطر الكثير منهم إلى ارتداء الكمامات الواقية حتى أثناء أدائهم صلاة الجمعة داخل الجوامع، واستقبلت أقسام الطوارئ في المستشفيات والمستوصفات عددا كبيرا من مرضى الجهاز التنفسي خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى الربو، فيما انتعشت مبيعات الصيدليات من الكمامات الواقية وأدوية الجهاز التنفسي كالعادة في مثل هذه الأجواء. مرضى الجهاز التنفسى وبلغ عدد الحالات التي استقبلتها مستشفيات الرياض أكثر من 1000 حالة حتى عصر أمس، كما تم توزيع الكمامات على المراجعين مما دعا مديرية الشؤون الصحية بمنطقة الرياض إلى إعلان حالة الاستنفار في جميع المستشفيات وزيادة عدد الأطباء والممرضين والأسرة وإضافة عدد كبير من أنبوبات الأوكسجين في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى في كل من مستشفى الأمير سلمان ومستشفى الإيمان ومستشفى الملك سعود للصدرية ومستشفى اليمامة ومستشفى الملك سعود الطبي والمستشفيات المجاورة لمنطقة الرياض. وأوضح مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور هشام بن محمد ناظرة في تصريح إلى "الوطن"، أن تأثيرات الغبار التي شهدتها الرياض أمس ، كانت كبيرة خاصة على الأطفال لأن ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه يستنشقها الجهاز التنفسي وتمر عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية ،وخلال مرورها تسبب بعض المشاكل على حسب حجم هذه الذرات فالأحجام الكبيرة تستقر في مقدمة أجهزة التنفس العليا خاصة الأنف والحنجرة ، أما الأحجام الصغيرة فتتعدى إلى داخل الجهاز التنفسي والقصبة الهوائية ثم إلى الشعيبات الهوائية الدقيقة. وحذر مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض المصابين بمرض الربولاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة باستخدام الأدوية الوقائية والابتعاد قدر المستطاع عن المثيرات للحساسية مشيراً إلى أن المريض يحتاج إلى متابعة مدتها لا تتجاوز ربع الساعة خلال مراجعته لقسم الطوارئ في المستشفى. وأشار إلى حاجة مابين 30 % إلى 20% من المراجعين خلال الأجواء المغبرة للمتابعة الشديدة خوفاً من تضاعف الالتهابات عليهم، مؤكداً أن أعراض التهابات المجاري التنفسية تظهر عند المرضى خلال فترة النوم. حركة السير عادية ومروريا، لم تؤثر الموجة كثيرا على حركة السير بحسب رئيس وحدة التحكم المروري بمرور الرياض الرائد إبراهيم أبو شرارة ، الذي نصح السائقين الذين لديهم مشاكل في النظر بتجنب القيادة في مثل هذه الأجواء التي تتدنى فيها الرؤية الأفقية بشكل كبير خاصة على الطرقات السريعة. وقال أبو شرارة في تصريح إلى "الوطن" إن لديهم في مرور الرياض علما مسبقا بالأحوال الجوية منذ أول من أمس ، بقدوم موجة غبار قادمة للعاصمة من الشمال مرورا بالقصيم وتم التنسيق مع الأرصاد وحماية البيئة في هذا الشأن، وتم توجيه القوة الخاصة بالمهمات بمرور الرياض بالتمركز في بعض المواقع لتقديم المساندة للفرق المرورية الميدانية التي تباشر عملها المعتاد. وأشار أبو شرارة إلى عدم تأثير الأجواء على الحركة المرورية كثيرا كون ذروة الغبار جاءت في الفترة الصباحية وكانت الشوارع حينها غير مزدحمة نظرا لكون الجمعة عطلة رسمية وغالبية السكان لم يغادروا منازلهم، فيما تم تكثيف الفرق الميدانية على الطرق المؤدية لمهرجان الجنادرية لتنظيم حركة السير هناك، متوقعا عدم تأثير الغبار في الحركة المرورية على المهرجان خاصة في ظل التنظيم الجديد لوزارة النقل للدخول حيث تم تخصيص البوابة الجنوبية للقادمين من الحنوب من الطريق المؤدي للثمامة، والبوابة الشمالية للقادمين من طريق التخصصي. موسم جفاف إلى ذلك، أكد أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية الدكتور ناصر سرحان أن المملكة تعاني من موسم جفاف في كميات الأمطار التي هطلت على مدنها مما جعل التربة خفيفة الأمر الذي جعلها عرضة للعواصف الرملية بعد تعرضها للرياح الهوائية. وقال سرحان ل"الوطن" إن المملكة لا تستطيع التصدي للعواصف الرملية نظرا لأنها بلدة صحراوية، مشدداً على أن الحل الوحيد لذلك هو المطر. وقال "إذا لم يسقط المطر بكميات كبيرة لتثقيل القشرة الأرضية والتربة، فإننا سنتعرض للعواصف الرملية مع أي ريح هوائية سطحية، المطر هو الحل الوحيد وهو من عند الله سبحانه". وأضاف سرحان أن الدراسات لم تسلط أضواءها على كيفية القضاء على تلك المشكلة إنما تحاكي التوقعات متى حدثت ومن أين هي قادمة وحجم جزئية العواصف التي يتم تحليلها بعد الاحتكام إلى ماهية ونوعية التربة المثارة هل هي ثقيلة أم خفيفة هل هناك أمطار وإلى آخره. وحول مدى مساهمة زراعة الأشجار بالرياض في تخفيف الآثار المترتبة على العواصف الترابية، أبان سرحان أن زراعة الأشجار العالية حول العاصمة أمر جيد بإمكانه تخفيف شدة تلك الرياح ودخول الأتربة على الرياض ولكنها مكلفة مادياً، مبيناً أن زراعة الشجر سوف تسهم في خفض آثار العواصف بنسبة 1% إلى 10% منها، فهو ليس حلا جذريا وإنما عامل جمالي، فالزراعة والقنوات المائية من شأنها تلطيف درجات الحرارة كما عمل في مدينة دبي التي زادت من ذلك واستطاعت خفض درجات الحرارة بواقع درجتين مئويتين. موسم الحميمين وقال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق ل"الوطن" أمس إننا نعيش الآن في موسم "الحميمين" الذي حل الأربعاء الماضي وسيستمر 26 يوماً وهو موسم يتسم بالعنف المناخي إذ إنه الحد الفاصل بين الربيع والصيف الفعلي وهو لا يدخل بنعومة، بل بخشونة وهذا ما حصل بالفعل خلال هذين اليومين فقد تأثرنا بمرتفع جوي قادم من الشمال وصلت سرعة الرياح فيه نحو 60 كيلومترا في بعض المناطق. وأضاف أن هذا المرتفع مر على مساحات واسعة وشاسعة وحمل معه الغبار والأتربة الخفيفة من صحاري العراق وإيران والكويت التي قل فيها سقوط المطر الأمر الذي جعل التربة مخلخله في هذه المناطق فأثر ذلك على المناطق الشمالية والوسطى تدنت معها الرؤية مع انخفاض ملحوظ في درجة الحرارة بسبب برودة المناطق القادم منها. "الغبار" يعوق حصر المباني والأسر الرياض: محمد ماطر تسببت موجة الغبار التي اجتاحت العاصمة الرياض منذ الساعات الأولى من صباح أمس في تعطيل حركة مراقبي التعداد الذين كان مقررا أن يبدؤوا ميدانياً أعمالهم أمس حسب الخطة التي قررتها لهم مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات للتعداد العام للسكان والمساكن بعد اجتماعات مكثفة يومي الأربعاء والخميس المنصرمين بين مفتشي التعداد ومراقبيه من أجل تسليمهم مهامهم المكتبية ومواقعهم الميدانية، إضافة إلى مناقشة بعض الأمور الإدارية ليبدأ عمل حصر وترقيم المباني والأسر مساء أمس، إلا أن موجة الغبار الكثيفة التي استمرت حتى مساء أمس تسببت في تعثر الكثير من المراقبين في بداية جادة خوفاً من النتائج العكسية لاستنشاق ذرات الغبار أثناء تجوالهم في الأحياء. وأشار عدد من مراقبي التعداد إلى أن بعضهم بدؤوا عملهم أمس، دون تأجيل حتى لا تتراكم الأعباء عليهم لاسيما أنهم يعملون حسب خطة محددة بأيام معينة، مضيفين أنهم ارتدوا الكمامات الواقية والنظارات الشمسية لمواجهة الأجواء المغبرة. تحذيرات لمرضى الجهاز التنفسي الرياض: واس دعت مصادر طبية مرضى الجهاز التنفسي إلى ضرورة التزام المنازل هذه الأيام لتفادي الأضرار الصحية الناتجة عن الأجواء المحملة بالأتربة التي تسود مناطق عدة في المملكة. وأشارت رئيسة قسم التوعية الصحية في مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى بسمة عبدالله قاضي إلى أن مرضى الربو هم الأكثر تضرراً جراء هذه الأجواء والتي قد تسبب لهم الاختناق وبالتالي يحتاجون إلى وضعهم على أجهزة التنفس. ولفتت إلى ضرورة أن يلزم جميع مرضى الجهاز التنفسي منازلهم مع الحفاظ على تناول أدويتهم بانتظام لأن هذه الأجواء تشكل فرصة كبيرة لتهيج وحساسية الجهاز التنفسي وكذلك ضرورة عدم التعرض لأية تيارات هوائية باردة. وحذرت كذلك من تعريض الأطفال بشكل عام لهذه الأجواء حفاظاً على صحتهم وكذلك الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي وضرورة إبقائهم داخل المنزل منعاً لإصابتهم بنوبات الربو أو الحساسية. وقالت إن حساسية الصدر عند الأطفال عبارة عن ضيق واختناق مؤقت يصيب المجاري التنفسية الكبيرة والصغيرة نتيجة فرط التحسس للمؤثرات العضوية وغير العضوية. ويمكن وصفه بأنه التهاب مزمن موجود في مجرى التنفس مما يؤدي لإثارة بعض الخلايا وتجمعها وهذه الخلايا مثل الخلايا الأم وخلايا الدم البيضاء وخلايا المناعة. وأشارت إلى أنه من الأعراض الرئيسة لحساسية الصدر صعوبة في التنفس والكحة وصفير في الصدر أثناء التنفس وزيادة معدل التنفس وألم في الصدر. وأضافت أنه عند التعرض للأتربة الناعمة يصيب بعض الناس حساسية العين وهي أكثر أمراض العيون انتشاراً وتصيب عادة ملتحمة العين والجفون وتتفاوت الأعراض في شدتها. فقد تكون خفيفة ويصاحبها إحمرار العين ودموع مع الشعور بحكة وألم في العين وهي لا تمثل خطراً على قوة الإبصار ونادراً ما تحدث حساسية في قرنية العين وهي حساسية لها مضاعفات على سلامة البصر. وبينت أن علاجها يكون بتجنب رياح الغبار والأتربة الناعمة التي تعتبر المهيج للحساسية ومضادات الحساسية . العوالق الترابية تلزم سكان القصيم منازلهم بريدة، الأسياح: تركي المحارب، مشعل الحربي عاشت منطقة القصيم خلال اليومين الماضيين أجواء مناخية مليئة بالغبار والعوالق الترابية التي كست أجواء المنطقة، وأجبرت الكثير من المواطنين على البقاء في مساكنهم خشية التعرض للأضرار الصحية. واستيقظ أهالي مدينة بريدة أمس على كميات من الغبار العالق في الأجواء، مما تسبب في تدني مستوى الرؤية الأفقية إلى أقل من 200 متر. وبدأت موجة الغبار بشكل متدرج مساء أول من أمس، وزادت حدتها في ساعات الصباح الأولى، وكذلك الحال في محافظة الأسياح والمراكز التابعة لها حيث شهدت المحافظة أول من أمس توقف الكثير من المسافرين على جنبات الطريق خوفاً من مخاطر القيادة في ظل تدني الرؤية. الأتربة تغطي منطقة حائل حائل: عبدالكريم الفطيمان شهدت منطقة حائل أمس موجة غبار أدت إلى تدني مدى الرؤية إلى أقل من كيلو متر، بعد أن شهدت المنطقة أول من أمس عواصف رملية أعادت موجة البرد، ليضطر المواطنون إلى العودة لارتداء الملابس الشتوية. وكان تقرير صدر عن هيئة الأرصاد والبيئة توقع أمس أن تؤثر الرياح الشمالية الغربية على شمال شرق المملكة وشرقها وأجزاء من وسطها مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية يصحبها انخفاض في درجات الحرارة. إجراءات الحماية • ضرورة تجنب التعرض للغبار بقدر الإمكان. • عدم الخروج إلى الشوارع والمتنزهات والبر وقت وجود الغبار. • يجب ارتداء الكمامات الواقية على الأنف والفم في حالة التعرض للغبار. • إحكام إغلاق النوافذ والأبواب. • مراجعة أقرب مستشفى أو مستوصف عند الشعور بمتاعب في الجهاز التنفسي وخاصة لمرضى الربو وكبار السن والأطفال.