لاتجاوز المسافة من القطيف للأحساء 160 كلم. يقطعها أهالي الأحساء العاملون في الدمام والظهران يومياً بأريحية، فيما يفضل البعض المبيت، والانتظار ليوم الأربعاء. لكن الحكاية تختلف بالنسبة لزينب وسارة اللتين تدرسان في الأحساء وتقيمان في القطيف، فكيف يتسنى لهما قطع هذه المسافة يومياً؟ وكيف تذاكران للامتحانات، في ظل خسارة أكثر من 4 ساعات يومياً في الذهاب والإياب؟ حيث تستيقظان مبكراً للحاق بقطار الساعة الرابعة والنصف فجراً؟ عزيمة الدراسة تقول الطالبة زينب منصور من جامعة الملك فيصل» لولا عزيمة الدراسة المغروسة في نفسي لما استطعت إكمال الدراسة في منطقة الأحساء، مشيرة إلى أن الوضع الصعب الذي أعيشه جعلني أفكر كثيراً في التوقف عن الدراسة مؤقتاً، إذ إن الخروج من المنزل يكون من الساعة الرابعة والنصف فجراً، وحتى الساعة السابعة والنصف مساءً بواسطة القطار، وأضافت: إن القطار يتأخر يومياً ساعة كاملة عن الرحلة، ما يؤدي أحياناً للتأخر عن الاختبار، مؤكدة أن ذلك يؤثر على معدلها الدراسي، وقالت: في مثل هذه الأوضاع المرتبكة لا يمكن أن نحظى بجو مناسب في المذاكرة، وذكرت أن الذي يسهل عليهن الأمر تعاون الأستاذات معهن خصوصاً عند تأخر القطار عليهن. تحمل الأعباء وذكرت الطالبة سارة محمد، أن فترة الاختبارات لديهن في الأحساء تستمر ثلاثة أسابيع كاملة، مشيرة إلى أنه رغم أن يوم الخميس الذي يكون فيه جميع الطلاب إجازة إلا أنهن يختبرن فيه، موضحة أن ظروفها المادية تمنعها من المبيت في منطقة الأحساء، لعدم مقدرتها دفع مبلغ المبيت وهو ما يقارب خمسمائة ريال لكل خمسة أيام، موضحة أن هناك تكاليف إضافية للمواصلات سواء حافلة الجامعة أو القطار، ناهيك عن عدم تمكنها من تحمل الغربة ثلاثة أسابيع كاملة، وقالت: لست معتادةً الابتعاد عن الأهل، مشيرة إلى أن حرصها على مستقبلها جعلها تتحمل جميع هذه الأعباء. ضغوطات كثرة المواد وأوضحت الطالبة زينب سلمان، أن بعض المواد التي تختبر فيها يوجد بينها فواصل «يوم أو يومان»، في حين أن هناك موادَّ لا فواصل بينها على الرغم من صعوبتها، إضافة إلى أن هناك أوقاتاً قد تكون فيها مادتان في نفس اليوم، وعلى فترتين متتاليتين، مشيرة إلى أن هذا الأمر يجعل الاستذكار صعباً، من حيث المواصلات، وكثرة المواد، وضغوطات الوقت الذي لا يساعدهن على إنهاء الاستذكار، موضحة أنها اضطرت يوم الأربعاء الماضي إلى المبيت في الأحساء، وذلك لأن هناك كثيراً من المواد الصعبة التي كانت اختباراتها في أيام متتالية، مع ما يرافق ذلك من صعوبة.