تتبع بعض طالبات المدارس خلال فترة الاختبارات، طقوساً قد تبدو غريبة، غير أنهن يجدنها تعينهن على الحفظ والفهم، فمنهن من تظل تدور في غرفتها وتردد المعلومات بصوت عالٍ حتى تحفظ، ومنهن من تخربش عشوائياً حول المعلومات في الكتاب، وتجد في ذلك ما يعينها على الفهم. أقلام التخطيط خربشات طالبة على كتابها خلال المذاكرة (الشرق) وذكرت منال داود، طالبة في المرحلة المتوسطة، أن من الطرق التي تتبعها في الاستذكار استخدام جميع أقلام التخطيط بطريقة عشوائية في الكتاب، وتفضل الجلوس مع أسرتها خلال المذاكرة، مشيرة إلى أن رغبتها في تناول الطعام تزيد فتأكل ما بين كل ساعتين، وأكدت أن تلك الأساليب تساعدها كثيراً على فهم دروسها في أقل وقت. فيما بيّنت طالبة الثانوي هدى صالح، أن الاستعداد النفسي قبل الاختبارات أهم من المذاكرة ذاتها، إذ أن الاستذكار من غير تهيئة النفس له نتائج سلبية، مشيرة إلى أن أهم طريقة تتبعها لتخطي فترة الاختبارات تكون باستذكار نصف المواد قبل أسبوع من الاختبارات، وأوضحت حرص والدتها على توفير أجواء ملائمة لها، إذ أنها لا تستطيع الاستذكار إلا في الأجواء الهادئة. بعد الظهيرة فيما أوضحت طالبة الثانوي حوراء محمد، أن أكثر ما تعانيه فترة الاختبارات عدم استيعاب عقلها المعلومات بعد فترة الظهيرة، مشيرة إلى أن هذه المشكلة جعلتها تتأخر دراسياً، وذكرت أنها كثيراً ما حاولت إنهاء الاستذكار قبل الليل، إلا أن الوقت القصير لا يسعفها، إذ أن بعض المواد تحتاج إلى وقت طويل في المذاكرة، وأوضحت أن هذا الأمر يجعلها في قاعة الامتحان مشتتة الذهن، لانصباب تفكيرها في كيفية إنهاء استذكار المادة في اليوم التالي. فيما بينت طالبة الثانوي فرحة سلمان، أنها تكرر المعلومات بصوت عالٍ حتى تحفظها، مشيرة إلى أن هذه الطريقة تسبب لها كثيراً من المشكلات بينها وبين أخواتها كونها تزعجهن، وأضافت أنها كثيراً ما حاولت إخفاض صوتها، أو تغيير طريقتها في الاستذكار، دون جدوى، فلا تستطيع الحفظ إلا بهذه الطريقة. الدوران في الغرفة وتتذكر سمر عادل -طالبة في الثانوي- نفسها خلال المذاكرة وتقول ضاحكة «طريقتي المفضلة في الاستذكار تكون من خلال الدوران في الغرفة طوال المذاكرة، وقد يستغرق ذلك ثماني ساعات في اليوم»، موضحة أن هذا الأمر يسبب لها كثيراً من الألم في ساقيها، وبينت أنها لا تستطيع الكف عن هذه الطريقة في المذاكرة، رغم محاولة والدتها تعليمها طرقاً أخرى في الاستذكار وهي جالسة، ولكن كل المحاولات تبوء بالفشل. وأكدت طالبة الثانوي ناهد عبدالله، أن أكثر ما يزعجها فترة الاختبارات، أنها تساعد إخوتها الصغار في المذاكرة، الأمر الذي يضيع من وقتها، فبالكاد تستطيع إنهاء مادة الاختبار قبل أن ينتهي الوقت. مذاكرة في الكورنيش وذكرت فاطمة وهيب، طالبة في المرحلة الثانوية، أن والدها كثيراً ما يحفزها أثناء الاختبارات، موضحة أنها في أغلب الأحيان لا تستطيع الاستذكار إلا بالجلوس في الكورنيش، وشرب كثير من الشاي والقهوة طوال المذاكرة، مبينة أن والدتها تستاء منها كثيراً لتغيُّبها عن المنزل، وأضافت أن الوقت لا يسعفها لإنهاء استذكار كتاب كامل يوم الاختبار، ما يدفعها إلى إنهاء استذكار كثير من المواد قبل الاختبارات بأسبوعين. قلق طبيعي إلى هنا، أوضح الدكتور النفسي حاتم الغامدي، أن فترة الاختبارات تجعل الطلاب يشعرون بقلق، وهو أمر طبيعي يصيب أغلب الطلاب خلال هذه الفترة، وما إن تنتهي الاختبارت حتى يزول القلق، ويعود الطلبة إلى حالتهم الطبيعية. وأضاف أن القلق بكل أنواعه لابد أن يكون فيه جزء من التنفيس الانفعالي، وله عدة أشكال، فيقوم الطالب بعدة تصرفات لينفِّس عن نفسه، كأن يدور في الغرفة، أو يشخبط على الورق، أو يعضّ الأقلام، موضحاً أن هذه الطقوس الغريبة تعدّ أيضاً أمراً طبيعياً وجيداً، لأنها تساعد الجسم حتى يكون في حالة متزنة، وبالتالي يزيد من تركيزه. وأوضح أن هناك حالة تسمى ب «الخوف المثبط»، يصاب به الطالب خلال الاختبارات، حيث يكون صامتاً لا يعبر عن قلقله خلال المذاكرة بالتنفيس الانفعالي، مشيراً إلى أن هذا النوع من الخوف يدخل الطالب في حالة مرضية لا يستطيع من خلالها التركيز، وقال «أن يعبر الطالب عن قلقله بأفعال غريبة تزول بعد الاختبارات، أفضل من أن يُصاب ب(الخوف المثبط)».