وضع غياب فرع لجامعة نجران، طالبات محافظة حبونا الناجحات في الثانوية العامة الطامحات بإكمال تعليمهن الجامعي، أمام خيارين أحلاهما مر، يتمثلان في الذهاب يوميا إلى جامعة نجران مع كل ما يعني ذلك من مخاطر وإرهاق نظرا لطول الطريق ووعورته، أو البقاء في المنزل والتنازل عن حلم طلب العلم. ولذلك فهن يمنين النفس بوجود فرع لجامعة نجران في المحافظة يوفر عليهن الوقت ويختصر المسافات، إذ أن واقع الحال الذي تعيشه طالبات حبونا لا يساعد أيا منهن على التحصيل العلمي، لأن من أرادت مواصلة دراستها الجامعية عليها أن تشد الرحال ل 12 ساعة يوميا ابتداء من الساعة الرابعة والنصف فجرا وحتى الخامسة عصرا، عبر التنقل من خلال أكثر من وسيلة نقل حتى تصل إلى جامعة نجران، وكذلك الحال في طريق العودة. ومن خلال حصر السيارات والباصات التي وفرتها إحدى الشركات لنقل طالبات الجامعة، يتبين أن هناك ما لا يقل عن 12 حافلة تتجه من محافظات القطاع الشمالي الخمس إلى جامعة نجران والتي تتراوح أبعادها من 150 إلى 200 كلم، في طرق متعرجة وطويلة محفوفة بالمخاطر، يضاف إليها وسائل النقل الأهلية لمن لم تجد مقعدا في وسائل النقل الحكومية. وأمام هذا الواقع طالب عدد من أولياء الأمور بسرعة البت في افتتاح فرع للجامعة في المحافظة، حيث قال حمد مهدي غلبان: «نضطر لاصطحاب بناتنا وأخواتنا منذ ساعات مبكرة بعد صلاة الفجر إلى موقع انطلاق الحافلات، وطوال اليوم ونحن نعيش لحظات قلق وعلى اتصال مستمر بهن في رحلة الذهاب أو العودة لطول المسافة، وفي نهاية اليوم نقصد مقر الانطلاق لنعيدهن إلى المنازل». وقال صالح محمد اليامي إنه اضطر إلى الانتقال إلى نجران ليستأجر منزلا فيها طوال فترة الدراسة، بغية توفير الوقت والتعب على بناته ولكي يعشن في أجواء صحية تساعدهم على المذاكرة والتحصيل العلمي الجيد. من جانبه، قال هادي علي اليامي إنه فضل بقاء بناته الثلاث في المنزل بعدما أكملن دراستهن للمرحلة الثانوية، وذلك خوفا عليهن من مخاطر الطريق التي سيقطعنها للوصول إلى الجامعة، مضيفا أن محافظات القطاع الشمالي كبيرة وفيها أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات الذين يقصدون جامعة نجران لتلقي العلم الأمر الذي يحتم على المسؤولين النظر في مثل هذه المعضلة والعمل على افتتاح فرع للجامعة في حبونا. وحول الحافلات المتعهدة نقل الطالبات أفاد السائق مرزوق حسين علاس أن المسؤولين عن الشركة المشغلة للحافلات قاموا بالتأمين ضد الغير فقط، مشيرا إلى أنه كان يفترض أن يكون التأمين شاملا على الحافلة وركابها، لأن السائق في مثل هذه الحالة سيتحمل مسؤولية 30 طالبة وسلامتهن، وهذا أمر صعب جدا خصوصا مع تدني الراتب الذي يتقاضاه السائق. إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم جامعة نجران حسن محمد آل عامر إن الجامعة تنتظر الموافقات الرسمية من الجهات ذات العلاقة لافتتاح الفرع، كما أنها لا تزال تبحث عن الأرض المناسبة لإقامة المشروع في حبونا.