شنّ عميد البحث العلمي والمشرف على مركز الدراسات السكانية في جامعة الملك سعود الدكتور رشود الخريف هجوماً لاذعاً على مؤسسات حكومية، قال إنها تعيق عملية النمو في المملكة رغم توافر الإمكانات والميزانيات. وحمّل وزارة التخطيط مسؤولية الضعف الذي تعانيه بعض الخدمات «صحية وتعليمية وغيرها»، وقال «من الأجدر أن تعد وزارة التخطيط المخطط، وأن تكون المنفذ لإحصاءات السكان». وأشار إلى ضعف المستوى بوزارة الصحة مستنداً إلى ما كشفه مركز الدراسات السكانية عن ارتفاع وفيات الأطفال الرضع داخل مستشفيات المملكة إذ وصل إلى 17 طفلاً من كل ألف، مبيناً أن هذا الأمر عكس مدى الانخفاض بالمستوى الصحي في المملكة، حيث إنه يلعب دوراً كبيراً في عملية التنمية. واستمر صخب الخريف من خلال محاضرته التي ألقاها أمس الأول في النادي الأدبي بالرياض بعنوان «التغيرات السكانية في المملكة وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية» على وزارة الشؤون البلدية والقروية والبلديات التابعة لها لضعفها في عملية توزيع المنح السكانية على المواطنين، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين أقر نقل صلاحية توزيع الأراضي لوزارة الإسكان لتخبط البلديات في الماضي. وأوضح أن مركز الدراسات السكانية بالجامعة بيَّن أن 38% من أرباب الأسر في المملكة لا يملكون منازل، حيث تتحمل هذه النسبة وزارة الشؤون البلدية والقروية. وانتقد الخريف وزارة الإسكان أيضاً كونها وزارة «فتية «وليس لديها أي كفاءات لتتعامل مع شرائح المجتمع الكبيرة ومع القرارات التي تصدر عن خادم الحرمين الشريفين. وقال إن وزارتا التعليم والعمل لا يتطوران أو يتقدمان بعد النمو السكاني المرتفع في المملكة، الذي أدى إلى وجود أعداد كبيرة من المواطنين الذين يدخلون في التعليم، حيث كانت هناك أزمة قبل عشر سنوات في عملية القبول بالجامعات نتيجة تدفق أعداد كبيرة للدراسة، أما الآن وفقًا للخريف أزمتهم انحسرت في عدم توافر وظائف، حيث شعروا بالبطالة التي بلغت 12% حسب مسح عام 1433 و34% من القوى النسائية لا يجدن عملاً، مشيراً إلى أن النسب عالية جداً في دولة غنية كالمملكة. وشدد الخريف على ضرورة تحسين بيئة العمل للسعودي في القطاع الخاص خاصة للشاب السعودي فمن غير المقبول منحه راتباً منخفضاً، حيث إأن هذه أبرز أسباب عزوف الشباب عن العمل بالقطاع الخاص. وكشف الخريف عن اختلال عملية التوازن السكاني لدى المملكة من خلال وجود 66% من السكان في كل من مكةالمكرمةوالرياض والشرقية، لافتاً إلى أنها أمر طبيعي بسبب وجود التنمية في هذه المناطق، ولكن المشكلة لو استمر وجود السكان فيها دون باقي المناطق ما يشير إلى ضعف التنمية في المناطق الأخرى. وأشار الخريف إلى ارتفاع معدلات النمو للسعوديين عن العالم أجمع، حيث ينمو العالم بمعدل 1.1 بينما نمو السكان السعوديين ب 2.2 أي ضعف المعدل الدولي، وقال «لو أخذنا معدل زيادة السكان إجمالياً فهو 3.2 يمثل ارتفاعاً كبيراً لمعدلات النمو السكانية في العالم.