ألقى الرئيس السابق لأرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، عبدالله جمعة، محاضرة حفلت بقصص من ذاكرته في أرامكو، وقال في بدايتها «جئت اليوم (لأحازيكم)، بمعنى أحكي لكم حكايات قبل النوم»، مفضلاً أن تكون محاضرته عفوية، يحكي فيها قصة حياته منذ أن كان في الابتدائية في الخبر، ثم «ابتعاثه للأحساء» (لبعد المسافة) التي كانت تستغرق أكثر من ثماني ساعات. واسترسل جمعة في سرد تدرجه في المرحلة الجامعية بعد دراسة اللغة الإنجليزية في القاهرة، إلى تخرجه في بيروت بتخصص العلوم السياسية، ومسيرة عمله منذ المرحلة الثانوية، وعمله مراسلاً في مكاتب أرامكو. وشدد جمعة على أهمية اتجاه الشباب إلى التعليم المهني، مؤكداً على أنه ليست هناك بطالة، بل هناك وظائف وشباب غير مؤهل لها، ودعا الشباب إلى استثمار الوقت عبر تحديد الأهداف، وأن يختار ما بين أن يكون لديه شهادة جامعية، وهو غير ضامن الوظيفة، وبين أن يتجه للتعليم المهني. أتت المحاضرة على هامش معرض روابي لاكتشاف المهن المقام في مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية برعاية إعلامية من «الشرق»، وأكد جمعة بعد تجوله في المعرض على دور الشركات في برامج المسؤولية الاجتماعية. واعترف جمعة أنه كان ينتمي لأسرة فقيرة مادياً، لكنها غنية جداً بمعرفة أهمية التعليم، قائلاً «أثناء عملي مراسلاً في أرامكو في المرحلة الثانوية، لاحظت الموظفات بأنني لا أملك إلا قميصاً واحداً، فجمعن مالاً واشترين لي قميصاً آخر». وتحدث عن عمله كمترجم للفواتير في أرامكو، والتليفزيون السعودي، ومعلقاً على مباريات كرة القدم في تليفزيون أرامكو، ومرحل سيارات الحريق، وترجمته لنشرة الأخبار ليلاً للتليفزيون السعودي. وضرب جمعة أمثلة عن قصص نجاح أشخاص التقى بهم من مختلف أنحاء العالم، مردداً بين فترة وأخرى بأن الفشل هو أكبر معلم للنجاح، مشيراً إلى أن الإنسان يجب أن لا يضع الشهادة الجامعية كغاية، بل وسيلة لبداية طريق العمل والنجاح، واستدل بأن الشركات العائلية القديمة التي حققت نجاحاً قام بها أشخاص لا يعرفون القراءة والكتابة، ولكن كان لديهم إلهام داخلي، وعندما استلمها أبناؤهم المتعلمين أساؤوا إليها. ودعا جمعة المقبلين على العمل إلى الانفتاح على الثقافات العالمية من خلال القراءة في شتى المجالات، مردداً «القراءة ثم القراءة ثم القراءة، اهتموا بالمسرح والأدب والموسيقى والعلوم الإنسانية»، واعتبر أن من لا يقرأ لن يعرف ماذا يريد، وقارن بين التعليم قديماً، حيث المعلومات والمراجع المحدودة، وبين التعليم حديثاً، واعترف بأن أداءه في الثانوية كان سيئاً، إلا أنه ارتفع في المرحلة الجامعية، وذكر أن الإنسان لا يعمل وحده، بل يجب أن يستفيد من تجارب غيره، واعتبر أنه محظوظ لعمله مع شخصيات أثرت فيه، ومنها وزير البترول علي النعيمي، واعتبره شخصية استثنائية.