إن في كل المجتمعات نجد هناك كثيراً من السلوكيات التي تعد غير مقبولة لا من الناحية الدينية، ولا من الناحية الأخلاقية. نجد أن هناك صفات ينتهجها بعض الأفراد، ولكن هل هم كذلك أم الظروف الاجتماعية هي التي أنشأت فيهم هذه الصفات؟ وأيضاً، فإن في الثقافة العربية نجد أن الجَمل قد اشتهر عند العرب بأنه أشد الحيوانات حقداً. الحقد: شعور إنساني تجاه شخص أو مجموعة لسبب معين يدفع صاحبه إلى الرغبة في الانتقام، وأيضاً في اللغة كما قال ابن منظور: الحقد إمساك العداوة في القلب، والتربص لفرصتها، واصطلاحاً: هو طلب الانتقام وتحقيقه، وقيل هو سوء الظن في القلب على الخلائق لأجل العداوة. والحقد له مرادفات وهي: الضغينة، وهي الحقد الشديد أو الحقد المصحوب بالعداوة، والنقمة وهي الكراهية التي تصل إلى حد السخط الغِل، قال القرطبي هو الحقد الكامن في الصدر. يتكون الحقد من عدم القدرة على الانتقام أو تفشل النفس في الدفاع عن نفسها، ما يحفزها على الانتقام الذي يصبح أسلوباً في حفظ الكراهية ورغبة الانتقام حتى فترة طويلة، ورغم تغير الظروف، وتغير الأحداث فينمو في النفس كالحياة في الروح. سبب الحقد كما قال الغزالي «إن مَنْ آذاه شخص بسبب من الأسباب وخالفه في غرضه بوجه من الوجوه، أبغضه قلبه وغضب عليه ورسخ في قلبه الحقد عليه، والحقد يقتضي التشفي والانتقام، وقد يحدث الحقد بسبب خبث النفس، وشحها بالخير لِعِبادِ الله». الحقد جريمة نفسية لم تتعد الحسد، الحقد هو الجريمة التي تسبقها عقوبتها عكس أي جريمة، الحاقد قلبه ومشاعره تتمزق عندما يرى الحاقد عليه في خير، الحاقد لو عجز عن التشفي بنفسه تمنى أن يتشفى الزمان من الحاقد عليه هكذا هم الحاقدون لا يتمنون الخير لأحد يبغضونه، إن شح النفس بالخير لعباد الله تعالى يجعلها تتحلى بالحقد، إن الحقد مرض وداء موجود في بعض الناس، إن الحقد حمل ثقيل يتعب حامله؛ إذ تشقى به نفسه ويفسد به فكره، وينشغل به باله، ويكثر به همه وغمه. لابد من طهارة النفوس بين الأفراد، وأن تترك كلك ضغينة لأن القلوب تفسد بهذه الصفات التي تؤدي إلى عدم وجود أمان في التعاملات بين الناس. ندعو الله جميعاً أن يهدي كل فرد يتصف بصفة الحقد لما لها من ضرر كبير عليه، وعلى الآخرين. إذاً مقابل الحسد الشفافية والمصارحة في الطرح والحوار والنقاش حتى لا ينتشر مرض الحسد، فعندما تكون الأمور مكشوفة للجميع تختفى الضغائن وكل ما يراود داخل الفرد من حقد وحسد وإلى آخره من الأمراض القلبية.