انتقد الشاعر البحريني محمد آل مبارك قلّة الدعم للمهرجانات الوطنيّة، مما أدى إلى استقطاب مهرجان أهل القصيد «كويتيّ الأصل»، مشيداً بالمستوى الذي ظهر بهِ للجمهور، طيلة السنين الماضيتين، حيث حظي باهتمام، وحضور أقل ما يقال عنهما أنهما»مُبهران»، معيداً التقصير إلى الجهات المنّظمة، التي تمنّى أن ترعى كل ما يرفع اسم المملكة، ويدعم الثقافة، في الوقت الذي انتقلت جمعية الشعر الشعبي من إدارة التجارب إلى الكفاءات الشبابيّة ما أنشأ تحزّبات، كما أثنى على الخطوة الرائدة في عالم تدريس أسس الشعر «الوزن والقافية»، ووعد بوجود أسماء في الساحة قريباً، وعلى الصعيد الخليجي تمنّى عدم استمرار برنامج شاعر المليون، حيث ظلم عديدا من الشعراء، مطالباً باستحداث برنامج جديد، كان ذلك في حديثه مع «الشرق». * ما رأيك في مهرجان أهل القصيد الذي أُقيم مؤخراً في مملكة البحرين؟ - بما أنه النسخة الأخيرة من المهرجان، أعتقد أن اختيار الأسماء كان بشكل دقيق للأمسيات، التي كانت ناجحة، سواء النسائي منها، وغير النسائي، لدرجة مبهرة حتى أن كافة كراسي الجماهير قد امتلأت. * ماذا ينقص البحرين ل تقديم مثل هذا المهرجان بما أنه كويتي الأصل؟ - عمل مثل هذا، يحتاج ل دعم ليس بسيطا، وهذا ما جعل لجنة المهرجان تقرر إيقافه، بعد النسخة الثامنة، ولو أنه حصل على دعم حكومي قويّ، سيكون مختلفا جداً. * هل ترى قلّة (الدعم المادي)، هو أحد المعيقات لذلك؟ - بالتأكيد، حينما تريد إقامة مهرجان مثل مهرجان أهل القصيد، بلا شك تحتاج إلى مصاريف باهظة، ونحنُ في اللجنة المنظمة، نرى ذلك، لكن لو كان المهرجان تحت دعم حكومي، سيستمر حتما. * في الساحة البحرينية، يشتكي عدد من الشعراء ب أنهم مظلومون من (الإعلام)، ما صحة ذلك؟ - الإعلام لا يأتي إلى منزل الشاعر كي ينشر له، وهذا ما يجعل الشاعر يتأخر في الظهور، فأنا كأعلامي ومعدّ صفحة، أجد صعوبة كبيرة في الحصول على قصائد لشعراء بغرض النشر، بينما حينما أرسل «رسالة» لشعراء كُثر في الخليج، تصلك بدلاً من القصيدة، عشر قصائد!!، فهناك على مستوى الإذاعة، برنامج نبض وأحاسيس للإعلامي يونس العيد، الذي أخذ حيزاً كبيراً من الانتشار، لأنه قريب من المتلقي والشاعر معاً، وهذا ما نحتاجه. * منذ ثلاث سنوات ماضية كان لك حضور إعلامي، لماذا الانزواء الآن؟ - لم أنزوِ بشكل عام، فأنا موجود بتقنين، سواء على مستوى الصفحات الشعبيّة، أو المنابر التي تقدم لي دعوات للمشاركة * ماذا تتوقع لجمعية الشعر بعدما كان يديرها جيل من التجارب، والآن أصبح «الدينمو» المحرّك لها «شبابيّ» الفكر؟ - الاتجاه بالجمعية يسير نحو الشراكة الاجتماعية، وسياسة أن الجمهور يصل إلى الجمعية، تغيرت إلى أن الجمعية هي التي تصل إلى الجمهور. * في أحد البرامج التي قدمتها الجمعية خلال السنتين الماضيتين (دورة تدريبية في الشعر)، هل الشعر يُدرّس؟ - الشعر لا يدرّس، وما يدرّس هو أساسيّات الشعر، مثل الوزن والقافية، فالنظم سهل، لكن الشعر صعب، وهو ما يحتاج للإبداع والفكرة والإحساس والابتكار والحبكة، وهناك أسماء جميلة، درست معنا، واستمرت، والآن لها حضور، وستصل لأعلى المراتب في سماء الشعر، في مملكة البحرين قريباً. * ما الشيء الذي يستحق المتابعة والاهتمام في الساحة الشعريّة الخليجية؟ - الساحة الخليجية، بشكل عام في ركود غريب جداً، حتى وهج الأمسيات الكبيرة أصبح ضئيلا جداً، وتشبُّع المتلقين، وظهور «المستشعرين» من أسباب لذلك. * ما المعيار الذي على أساسه يتم إطلاق صفة «مستشعر»؟ - الشعر الحقيقي تكون فيه اللمسات واضحة، من صور إبداعية، وابتكار للفكرة، لكن التكرار لا يعدّ من الشعر، وهذا يشبه المشي بنفس العجلة. * ما الذي يمنع من ذكر أسماء ل «مستشعرين « في الساحة ؟ - بعض المستشعرين لديهم روح كتابة، لكن لم تُكتشف بعد، وفي حال ذكر اسمه، رُبما أكون السبب في تحطيمه، وابتعاده عن الساحة، رُغم أنه بالإمكان تطويره، حتى يُصبح مبدعا من خلال مجاملته نوعاً ما. * التجارب الشعرية في البحرين من غيّبها ؟ - اختلاف الجيل له يد في ذلك، فالشعراء الشباب حينما ظهروا، تميّزوا، والشعراء الكِبار تحسّسوا، وأحسّوا بأنّ دورهم انتهى، ولا يتعدّى حضورهم «تكملة عدد» . * التحزّبات مع جمعية الشعر في البحرين وضدها، ما سببها ؟ - من يقف ضد الجمعية إما يبحث عن خدمة نفسه، أو يقف مع مجموعة، المهم أنهم معارضون دون معرفة الأسباب، فهم ضد التطور، وخدمة الشعر، وهم كُثر، منهم من ظهر في لقاءات صحفيّة، بتصريحات تفيد بأن الجمعية لم تقدم له شيئاً. لكن أقول إن الوقت لم يسعف الجمعية لخدمة الجميع، هذا غير الظروف التي مرّت بها المملكة في الوقت السابق. * متى يُحسّ الشاعر بأنّه «مؤثر» ؟ - حينما يرى التفاف الجمهور حوله، هذا غير التواصل معهم، والإحساس بتأثير الكلمة، والكتابة المستمرّة فيهم، بالإضافة إلى اختصار الدروب من خلال مواقع التواصل الاجتماعية. * ما رأيك في التشكيك في قدرات العنصر النسائي الكتابيّة ؟ - الأسماء النسائية أغلبها تندرج تحت قائمة الشكوك، من خلال معرفة الأسلوب، وبالأخصّ أسلوب الأنثى المتعارف عليه، الذي يُوصل الإحساس إلى المتلقّي * عودة البيرق ل دولة الإمارات ، إلى ماذا يُشير؟ - شاعر المليون وصل لمرحلة الإشباع للجمهور، كفّى ووفّى، أعطى وخدم شعراء، في المقابل ظلم شعراء كثيرين، وأرى أن إيقاف شاعر المليون أفضل من استمراره، مع البحث عن فكرة جديدة.