يتردد على مسامعي كلمة «الصدر الشمالي» وعرفت مغزى تلك الكلمة بعد حوار استضفت من خلاله شاعرا عذبا لديه القدرة على تطويع المفردة شاعرا شماليا مبدعا خذله الإعلام بالرغم من قوة قصيده ، فكان صدره شماليا وتحمل أسئلتي وباح بأسرار دفينة .. الشاعر المبدع سليمان الحمد ، وإلى نص الحوار .. * أين الشاعر سليمان الحمد من الساحة الإعلامية ؟ - موجود لكن مقل في الظهور. *ما السبب ؟ - هناك عدة أسباب أولها أنا مقصر في التواصل مع القنوات الإعلامية بحكم أنني لا أجيد فنون التواصل، وكذلك ظروف المكان الذي أعيش فيه (محافظة الوجه) حيث نعاني نحن الشعراء في محافظات الشمال وأطراف المملكة عموماً من ابتعاد الإعلام عنا والسبب الثالث هو المحسوبيات في الوسط الإعلامي أو حب المصلحة والمظهر على حساب الجوهر لدى الكثير من الإعلاميين. *ما الذي قمتم به كشعراء في أطراف المملكة من أجل الظهور في ظل التهميش الإعلامي لكم على حد قولك ؟ - لا شيء !! فنحن شعراء الشمال والمحافظات البعيدة مازلنا نلجأ للطرق القديمة في الظهور وهي العلاقات الشخصية مع الوسط الإعلامي، وكنَا ننتظر أن تقوم جمعية الثقافة والفنون بأي جهد لإحياء الشعر لدينا ولكن للأسف كانت سلبية وربك كريم هناك شخص استلم زمام الأمور في الجمعية لدينا ونتوسم فيه خيراً ربما سيكون لديه فكر جديد إن شاء الله من خلاله تتوهج الساحة لدينا. وأنا في دولة عربية كنت في مجلس مع عدة أشخاص من عدة جنسيات وطلب مني أن أجير القصيدة لصالح «حزب الله» مقابل آلاف الدولارات بحيث تكون حبيب الشعب نصر الله حيث كانت هناك مناوشات حربية بين لبنان وإسرائيل .. وأمام ذلك العرض لم أتمالك نفسي من الضحك وتركت المجلس وغادرت
*بحكم أنك من الجيل الشعري الماضي على مر العصور ما الذي تراه طرأ وتغير على العلاقة بين الساحة الشعرية والإعلام؟ - الحقيقة الظهور في السابق صعب جداً وقائم على العلاقات الشخصية بشكل كبير، ولكن حالياً وتحديداً بعد ظهور شاعر المليون بالرغم من تحفظي على هذا البرنامج فيما يخص مصداقيته أرى أنه أنصف الشعر، حيث أظهر الكثير من الشعراء واختصر عليهم مسافات طويلة. *كأنك توجه رسالة عتب على الإعلام أو تتهم القائمين على الصفحات أو القنوات أو المجلات بأنهم يبحثون عن المنظر وليس الجوهر ؟ - والله أخي الكريم الإعلام الشعري مقصر جداً في حق شعراء مناطق الشمال بالذات ولعل طريقة عمل بعض إعلاميي الساحة واعتمادهم على حشو صفحات مجلاتهم أو صفحاتهم أو برامجهم بأي مادة دون تكليف نفسه عناء البحث عن الجديد هو من تسبب في تهميش شعراء الشمال، أو مطامع الدنيا لدى بعض الإعلاميين كانت هي السبب لا أعلم .. وبذكر المطامع أذكر لك موقفا واحدا منها وهو أنني كنت أتواجد في الرياض قبل فترة وطلب مني زميل صحفي تربطني به علاقة إجراء حوار فوافقت ولظروف خارجة عن إرادتي اضطررت للسفر إلى جدة واعتذرت منه فقال لي انه سيرسلني لشخص هناك سيجري حوارا معي وينشره في 4 صحف بمقابل 2000 ريال، صدمت من هذا الطلب وغادرت غاضبا ومتحسراً على نفوذ المال وكيف أنه بات يبيع ويشتري الذمم. *أصبحت بعض المجلات والصحف في الآونة الأخيرة مليئة بقصائد حشو كلام ومذيلة باسم شاعر ما وهي أبعد من الشعر مما تكون إليه .. إلام تعزو ذلك ؟ - ذلك يعود للخيانة الصحفية من قبل المسئول عن تلك المجلات أو الصحف حيث إن المسئول الذي سمح بذلك الحشو خائن لأمانته وكان من المفترض بكل مسئول صفحة أو مجلة أو قناة شعرية أن يخاف الله في ما سيقدمه لجمهوره ويرفض نشر تلك القصائدة الرديئة. *بحكم أنك تطرقت لشاعر المليون قبل قليل .. ما رأيك في البرامج الشعرية التي انتشرت في الآونة الأخيرة؟ - ظاهرة غير صحية أساءت للشعر والشعراء .. حتى أن الشعر أصبح لم يعد يستهوي الناس وأصبح بلا طعم وليس له لون أو رائحة. *ألم تتقدم لأحد تلك البرامج؟ - لا .. ولم يكن لدي النية ، ولكن برنامج «شاعر الملك» الذي أطلقته قناة المرقاب تندمت على عدم المشاركة فيه لأن اسمه كبير ومواضيع القصيد التي خصصت فيه للتحدث عن أعمال وإنجازات حبيب الشعب فضاء رحب ستجعل الشاعر يستمتع في كتابة قصيدته وكأنه سيلقيها بين يدي خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» وعدم مشاركتي في هذا البرنامج كان لظروف ألمت بي أيام المنافسة. وعلى فكرة عرض علي في أحد البرامج المشاركة وضمان التأهل للمراحل المتقدمة ولكنني رفضت. *ألا توافقني الرأي في أن يكون هناك إتحاد خليجي للشعر على غرار الإتحاد الرياضي .. يحد من تلك البرامج وفي الوقت ذاته يرجع للشعر هيبته وبريقه؟ - بلى .. فكرة إيجاد إتحاد خليجي أو عربي للشعر فكرة جيدة وأتمنى أن تكون السعودية هي صاحبة المبادرة فيها لإحتواء الشباب وإظهار مواهبهم بشكل منظم وفي نفس الوقت بشكل عادل دون أي ظلم. *في عرض إجابتك على السؤال قبل الماضي ذكرت كلمة حبيب الشعب .. هذه مطلع قصيدة لك وجدت صدى واسعا حدثنا عنها ؟ - القصيدة كتبتها في والدي خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» في عام 2006 وأنا راجع من الإمارات حيث كانت برفقتي ابنتي الكبيرة بلقيس وهي «من ذوي الاحتياجات الخاصة» حيث شاهدت انتشار صورة الملك عبدالله على كثير من سيارات المواطنين بعد مبايعة خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله ورعاه» وقالت ابنتي يبه شوف حبيب الشعب ومن هنا صغت كلمات هذه القصيدة. *حسب معلوماتي عرض عليك شخص ما .. مقابلا ماديا لتجيير هذه القصيدة باسم شخص آخر ما مدى صحة هذه المعلومة ؟ وما تفاصيلها إذا كانت صحيحة ؟ - نعم هذه المعلومة صحيحة .. وقد تلقيت العرض وأنا في دولة عربية مجاورة حيث كنت في مجلس مع عدة أشخاص من عدة جنسيات وطلب مني شخص أن أجير هذه القصيدة لصالح حزب الله بمقابل يصل لآلاف الدولارات بحيث تكون حبيب الشعب نصر الله حيث كانت تلك الأيام هناك مناوشات حربية بين لبنان وإسرائيل.. وأمام ذلك العرض لم أتمالك نفسي من الضحك وتركت المجلس وغادرت فاسم الملك عبدالله ومشاعري تجاهه لا تقدر بثمن. *الشعر النسائي ومزاحمة الشاعرات للشعراء على المنابر ما رأيك فيه ؟ - الشعر النسائي موجود من العصر الجاهلي ولا أحد ينكر بعض المواهب النسائية ولكن مزاحمة الشاعرات للشعراء أمر مؤسف حقاً وللأسف انتشر بشكل كبير وأفقد الشاعرات حياءهن. *لو كنت مسئولا عن الساحة الشعرية ما أول قرار ستتخذه بخصوص الشاعرات؟ - سأمنع مشاركتهن في البرامج الشعرية الرجالية وكذلك سأوقفهن من إحياء الأمسيات.. وسوف أوجه بإقامة برامج شعرية بإدارة نسائية، وجمهور نسائي 100%. *مهرجان الجنادرية شاركت فيه عام 1409ه وبمحض الصدفة .. لماذا لم تشارك مرة أخرى؟ - مهرجان الجنادرية يعد أكبر مهرجان على مستوى الخليج والوطن العربي وشاركت فيه نعم عام 1409ه عن طريق الشاعر راشد بن جعيثن بعدما استمع لقصائدي وأعجب بي ولماذا لم أشارك فيه مرة أخرى ؟ هذا هو ما أريد معرفته وأتمنى أن تتوجه بالسؤال هذا للقائمين على المهرجان ، المهرجان ليس خاصا بأحد دون أحد فهو للوطن ومن حق جميع أبناء الوطن المشاركة فيه وأتمنى من القائمين عليه الابتعاد عن المجاملات في اختيار أسماء الشعراء، وأن تكون هناك مسابقة تنظم لجميع أبناء المملكة سنوياً على ضوء نتائجها يتم اختيار الأصلح وأنا متفائل خيراً بصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الحرس الوطني أن يعتمد هذه الآلية في السنوات القادمة. *كم نسبة شعراء الساحة حالياً الذين مازالت صلاحيتهم للاستمرار في العطاء جيدة من وجهة نظرك ؟ - لا أخفيك أنا صحيح شاعر لكنني غير متابع للشعر والساحة والسبب كما قلت لك سابقاً الساحة أصبحت غثيثة ومتعبة نفسياً. *بماذا تهتم إذا إذ لم تكن مهتما بالساحة الشعبية ؟ - مهتم بالكرة ومشجع إتحادي متعصب من الدرجة الأولى، وأهتم كذلك برعي الأغنام وأجد فيها المتعة خصوصاً حينما أصطحب أبنائي للبر وأمكث عند الغنم هناك. *أتمنى ان تبدع لي بيتا الآن ولمن ستوجهه ؟ - هذا بيت أوجهه لزميلي وصديقي العزيز الشاعر منيف المنقرة أقول فيه.. يا منيف أصحابنا كثر التراب والرجال أصناف بالشدة تبين ما يبين الحر من فرخ الغراب غير بالشدات والظرف اللعين *لقاء ممتع أبو بلقيس ماذا تقول في نهايته ؟ - أشكرك أخي الكريم هادي والشكر موصول للأستاذ عبدالله شبنان مشرف ملف «في وهجير» على هذا اللقاء الذي أمتعني أنا فعلاً.