عندما يسير النهر فلا ينتظر من يحدّد له مساره بل يشق طريقه بنفسه، وتبدو كذلك الحال بالنسبة لإرادة الشعوب. وما ثورة مئات الآلاف من العراقيين ضد حكومة «المالكي» المتهمة بالعمالة والتواطؤ مع إيران حتى النخاع، إلا تعبير واضح عن تصحيح المسار لإعادة رسم الخارطة السياسيّة للعراق المنكوب. وتكمن المفارقة الكبرى بتحذير الثوّار من الطائفيّة من قبل حكومة «المالكي» المتهمة بالقتل على الهويّة والسعي لترسيخ الطائفيّة في بلدٍ -كانت- تحكمه القوانين وانطلقت منه أقدم الشرائع المكتوبة في التاريخ البشري على الإطلاق متمثلة ب«مسلّة حمورابي». واتهام حكومة «المالكي» والإعلام الرسمي الإيراني للجيش السوري الحر وآثاره في ثورة العراق، يؤكد امتداد معركة تحرير «دمشق» و«بغداد» من الهيمنة الإيرانيّة. وتلقّت إيران إهانة كبرى إثر حرق علمها على يد ثوّار العراق وقضّ مضاجعها دوي هتاف قادمون يا طهران ويا مالكي في سماء العراق. ووجدت الثورة العراقيّة ترحيباً كبيراً من قبل الحركة الوطنيّة الأحوازيّة التي فقدت عمقها الاستراتيجي المتمثل بالعراق بعد الهيمنة الإيرانيّة عليه وملاحقة العناصر الإيرانيّة للنشطاء الأحوازيين داخل العراق وقتلهم بأبشع الطرق وإلقاء جثثهم في نهر «دجلة». ويرى الأستاذ «عبد الله آل يعن الله» مقدّم قناة «وصال» أن «ثورة العراق تُعد فرصة ذهبيّة للأحوازيين»، ودعى إلى «الدعم المنظّم لدعم الثورة الواحدة في جنوب العراق وفي الأحواز».