الشمولية هي السمة الأبرز لنظام حكم الطاغوت محمد رضا بهلوي الذي اعتمد أساساً على نهب الثروات الأحوازية من النفط والغاز، إضافة إلى المذهب الشيعي الصفوي والقومية الفارسية بشكل رئيس لبسط سيطرته على جغرافية ما تسمى بإيران. وحرم جميع المواطنين وعلى وجه الخصوص أبناء الشعوب غير الفارسية من الآزريين والتركمان والأكراد والبلوش من أبسط الحريات الأساسية والحقوق الإنسانية، وجهازه الأمني الرهيب (السافاك) الذي عرف بالبطش والوحشية والدموية يمثل العصا الغليظة التي يلوح بها النظام ضد المقاومة العربية الأحوازية وكذلك المعارضة الإيرانية. وكنتيجة حتمية لمختلف أوجه الظلم والقهر، اندلعت ثورة الشعوب الإيرانية عام 1979، وسرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم في جميع أرجاء إيران. ورغم المجازر التي ارتكبها النظام إلا أن ذلك لم يوقف تلك الثورة الشعبية حتى وان كانت بلا زعيم. وارتأى الشعب العربي الأحوازي فرصته في الثورة، فثار على ظلم الاحتلال وتمكن من تعطيل مصافي النفط ومنشاة الغاز والبتروكيمياويات والمصانع الكبرى في إقليم الأحواز، وشلّ عجلة الاقتصاد الإيراني مما أدى ذلك إلى الإسراع في سقوط نظام الشاه. وكانت المشاركة الأحوازية محفوفة بالكثير من المخاطر، بلغت إلى حد توديع الأشقاء الكبار لجميع أفراد الأسرة قبيل التحاقهم بصفوف الثوار الأحوازيين، لأن الآلة القمعية الإيرانية كانت تسحق المتظاهرين بقوة. وذات مرّة سمع أحد الأشقاء الكبار متظاهرا فارسيا من المستوطنين في الأحواز يقول: «إذا لم نكن قادرين على محاربة أمريكا، فعلى الأقل قادرين على محاربة العراق»! رغم انه لم يمر أكثر من أربع سنوات على إبرام اتفاقية الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين نائب الرئيس العراقي عام 1975.