تكرم إثنينية عبدالمقصود خوجة مساء اليوم الإثنين الدكتور زهير الهليس استشاري جراحة قلب الأطفال وأحد كبار الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وقد حاز الدكتور الهليس قبل نحو أربعة أعوام على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى «تقديراً لما اكتسبه من شهرة عالمية ومحلية في مجال جراحة القلب للكبار وللأطفال». ودعا مؤسس الإثنينية الجمهور الثقافي للحضور والمساهمة في تكريم هذا العلم الذي أجرى لوحده أكثر من خمسة عشر ألف عملية قلب مفتوح، أكثر من نصفها للأطفال. سعيد بالتكريم ويعد الدكتور الهليس واحدا من أكثر الأطباء نجاحا في إجراء جراحات قلب الأطفال على مدى الثلاثين عاما الماضية، وهو يمثل على أفضل وجه الشكل النموذجي للكفاءة الشخصية للموهوبين السعوديين في مختلف المجالات العلمية والثقافية. وبدا الدكتور الهليس في حديثه الخاص ل «الشرق» لطيفا ملتزما وسعيدا بتكريم منتدى الإثنينية له اليوم. ويقول ل «الشرق» في هذا السياق: «إنني سعيد جدا. لا شك أن مثل هذا الأمر يسعد المرء ويجعله يشعر بالفخر. إنه تكريم مختلف بالنسبة لي، ذلك أنه يجيء اليوم من منتدى ثقافي عريق، وهو منتدى سبق وكرم العديد من الجهابذة الذين خدموا العلم والثقافة من داخل الوطن وخارجه. لا شك أنه تكريم يسعدني ويمنحني المزيد من الرغبة في العمل من أجل تحقيق المزيد». الجيل الجديد وعندما نطلب من الدكتور زهير الهليس أن يخاطب الكفاءات السعودية في مختلف المجالات العلمية والثقافية التي لم تأخذ نصيبها من النجاح بعد، فإن الدكتور يقول: «الحقيقة أنني أتابع ما يطرحه الكثير من هؤلاء في المنتديات العلمية والثقافية المتنوعة، ولا شك أن هناك العديد من الأقلام الصاعدة التي أرجو لها المزيد من النجاح. والحقيقة أن الكفاءات التي لفتت انتباهي كثيرة سواء من الناحية العلمية أو الثقافية أو الطبية أو السياسية، وكلها تؤكد أن الجيل الجديد يواكب العصر ومطلع على آخر المستجدات، ويهمه أمر الثقافات والعلوم والطب. وبالنسبة إلى المجال الطبي الذي يهمني فلا شك أنه يحتوي على الكثير من المشاركات الوطنية المهمة والفاعلة». الشابي وشوقي وحين يتعلق الأمر بعلاقة الدكتور الهليس بالثقافة والأدب، فإن لدى هذا الجراح العالمي الذي عرف بفتح قلوب الأطفال، العديد من الاهتمامات الثقافية: «نعم لدي اهتمامات ثقافية مختلفة. أحب الأدب العربي بصفة عامة، لكنني أميل إلى قراءة الشعر العربي القديم والحديث أيضا. إنني أستمتع بقراءة القصائد من مختلف العصور. لنسأله: ومن هم الشعراء الذين يستهوون جراح القلوب؟ فتأتي الإجابة: «كثيرون. وإذا أردت أن أذكر لك أسماء؛ فإنني أقول لك على سبيل المثال: أبو القاسم الشابي، أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم». كتاب الإنجازات ولأن إنجازات الدكتور الهليس ضخمة، في الحقيقة، فإن الواحد منا قد يعتقد أن الدكتور الهليس قد استنفد أحلامه وحقق طموحاته جميعا، ولذلك فإن ثمة سؤال بدا مشروعا في هذا السياق ويتعلق بالشيء الذي يطمح إليه الدكتور زهير في المجال العملي والعلمي ولم يحققه بعد رغم كل هذه الإنجازات، ليأتي الجواب متواضعا ونابضا بالطموح: «الإنسان دائما ما يتطلع إلى الأمام ويريد تحقيق المزيد. وإذا ما شعر الشخص بأنه حقق كل شيء فإن هذا يعد بداية النهاية. مازلت أطمح إلى الإنجاز في المجالات العلمية والعملية التي أرى أنه بإمكاني إنجازها، ومازلت كذلك أطمح بقيمة الوطن في الخارج من الناحية الطبية. وأحب من زملائي أن يثبتوا أن وطننا يتوفر على العديد من الطاقات والكفاءات العملية والطبية، وأنه لا يمكن إهمال هذا الوطن، وأن له قيمة كبيرة ويجب علينا جميعا إعلاؤها». ونسأل الدكتور زهير الهليس في الختام عن هذه التجربة العلمية والطبية الكبيرة وإمكانية كتابة أهم فصولها المشرقة في كتاب يسرد جوانبها الإنسانية والعملية، فيجيبنا بسرعة: «نعم فكرة الكتاب موجودة لدي. الفكرة جميلة وأفكر في تنفيذها منذ فترة، لكن عدم وجود الوقت الكافي للتأليف هو ما يمنعني حتى الآن من البدء في ذلك».