أجرى استشاري جراحة قلب الأطفال والدورة الدموية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض الدكتور زهير الهليس، 15 ألف جراحة قلب، في المملكة وخارجها، 65 في المئة من تلك القلوب كانت لأطفال. وقضى الهليس، 30 سنة في جراحة القلوب، واشتهر بين أقرانه بتخصصه في معالجة قلوب الأطفال. ويقول: «إن أكثر المشكلات التي نلاحظها في الأطفال، الضيق في البطين الأيسر، وأحياناً في الصمام الأبهر». وعكف الهليس، مع فريق متخصص في مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي، على تسجيل بيانات 15 ألف طفل، يعانون من عيوب خلقية في قلوبهم. وبدأ تسجيل البيانات منذ العام 1989، موضحاً أنهم من «مختلف مناطق المملكة». ويعد الهليس، «أحد أعمدة» مستشفى الملك فيصل التخصصي، فهو عُيّن فيه بعد افتتاحه بسنتين. كما أنه ضمن الدفعة الأولى التي تخرجت من كلية الطب في جامعة «الرياض» (جامعة الملك سعود في الرياض)، وابتعثه المستشفى لإكمال تعليمه في الخارج، ويحمل صفة «كبار الجراحين في المملكة». وأتاح له التواجد في «التخصصي»، المشاركة في جراحات وأبحاث علمية. وأوضح أن «مركز الأبحاث في التخصصي أنجز دراسات كثيرة عن القلب. ويجري المركز أبحاثه على حيوانات»، مضيفاً «نجري عليها تجارب طبيعة، في حضور طبيب بيطري، وتتوافر كامل أجواء جراحات، من عناية مركزة وتخدير وغيره». واختار الباحثون إجراء جراحاتهم على القرود، كونها «أقرب إلى البشر من بقية الحيوانات». ويعمل الباحثون الآن على «إجراء بحث على الخلايا الجذعية في علاج احتشاء العضلة القلبية»، مؤكداً أنه «بحث غير مسبوق في العالم»، مشيراً إلى أن بعض النتائج «أعلن عنها، فيما الأخرى ما زلنا في انتظارها، وسيعلن عنها في المؤتمر العالمي لجمعية القلب السعودية، الذي سيقام في شهر شباط (فبراير) المقبل في الرياض. كما سيخصص في المؤتمر وقت لعرض آخر منجزات المركز البحثية، داعياً الباحثين إلى «استغلال المركز في إجراء بحوثهم». وأشار إلى أن المركز «أجرى آلاف البحوث في مواضيع مختلفة، من بينها أمراض السرطان، إضافة إلى أمراض القلب. كما أنه يوفر فرصة لتعليم الجراحين الجدد، إجراء الجراحات، من خلال الميكروسكوب، على الحيوانات الصغيرة». ومع تزايد أمراض القلب، وبخاصة المتعلقة في العيوب الخلقية في الأطفال، أشار إلى أن زواج الأقارب «يؤثر في ظهور مثل هذه الحالات، وأنجزنا بحثين عن هذا الأمر، ونشرا في محافل دولية»، مؤكداً «وجود علاقة بين زواج الأقارب والإصابة بالعيوب الخلقية، ما يجعلنا نؤيد قرار الدولة بالفحص قبل الزواج». وطور الهليس، تقنية جراحية، تعرف في الأوساط الطبية بعملية «رس»، إذ طورها واستخدمها على جراحة قلوب الأطفال. ما دعاه إلى اعتبار المملكة إحدى الدول «الأكثر خبرة في مجال جراحة قلب الأطفال». وعلى رغم تطور جراحة القلب، إلا أنه استثنى «عمليات زراعة القلب للأطفال الأقل من سنتين، لصعوبة إجرائها وعدم توافر المتبرعين». وحذر في الوقت ذاته من «إرسال الأطفال مريضي القلب ممن لم يتجاوزوا عامهم الثاني إلى الخارج».