سار آلاف الأتراك أمس في شوارع أنقرة بمناسبة عيد الجمهورية متحدين الحظر الذي فرضته الحكومة لأسباب أمنية. ورفع المتظاهرون أعلام بلادهم وهتفوا “تركيا حرة بالكامل” و”نحن جنود مصطفى كمال أتاتورك” مؤسس الجمهورية التركية. وجرى التجمع الذي دعت إليه عشرات الجمعيات ودعمته أحزاب معارضة أمام مبنى البرلمان في حي أولوس التاريخي. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين انتقدوا الحكومة وحاولوا اقتحام حاجز للشرطة، وانتشر حوالى 3500 شرطي. ومنع مكتب محافظ أنقرة التجمع بمناسبة عيد الجمهورية معتبرا أنه استفزاز. لكن القرار تعرض لانتقادات أحزاب معارضة، وأبرزها حزب الشعب الجمهوري، أعربت عن استيائها لأن الاحتفال بالعيد ال 89 للجمهورية التركية أصبح جريمة. وأعرب المتظاهرون العلمانيون عن قلقهم حيال الإجراءات والمواقف المحافظة التي تتخذها الحكومة سيما حيال الدور المتزايد الذي يلعبه الدين في المجتمع التركي. وتأسست الجمهورية التركية في 29 أكتوبر 1923 على أنقاض السلطنة العثمانية التي بسطت إحدى أكبر وأطول الامبراطوريات عمرا من جنوب شرق أوروبا إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قبل تفتتها أثناء الحرب العالمية الأولى.