سيصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية، كريستوفر روس، المغرب بداية من الأسبوع المقبل في جولة تعتبر لافتة عقب التحفظ الذي أبدته الرباط على «روس» ورفضها التعامل معه بداعي عدم حياده وميله لجبهة البوليساريو الانفصالية. ويعتبر المراقبون عودة «روس» إلى المنطقة انكسارا للدبلوماسية المغربية التي شنت هجوما لاذعا عليه في وقت سابق وطالبت بتغييره بعد أن قدم تقريرا للأمم المتحدة في شهر إبريل الماضي اتهم فيه المغرب ب «التجسس على بعثة المينورسو والتضييق على تحركاتها في المنطقة»، و»المينورسو» هي بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية. وذهبت التحليلات إلى أن الرباط ضَمِنَت على الأقل حياد «روس» بعد تلقيها ضمانات من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. وعلمت «الشرق» أن «روس» سيقود مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو بدلا عن المفاوضات غير المباشرة التي لم تقدم الإضافة المرجوة، كما سيعمل على تحريك المفاوضات بين طرفي النزاع بمضمون سياسي. ومن المنتظر أن يقدم «روس» والممثل الخاص للأمين العام، فولفغانغ فيسبروت فيبر، تقريرا مفصلا إلى مجلس الأمن في الثامن من نوفمبر المقبل حول سير المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب، تنفيذا لتوصية صدرت عن مجلس الأمن في شهر إبريل الماضي. وتحظى مبادرة المغرب القاضية بمنح حكم ذاتي للصحراء بترحيب المجتمع الدولي باعتبارها مبادرة جادة وذات مصداقية لإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء، وعلى خط آخر، تواصل جبهة البوليساريو تهديداتها بالعودة لحمل السلاح، حيث كشفت اعتزامها إنشاء شبكة أنفاق أرضية لاختراق الجدار الأمني المغربي.