كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن الرباط أطلعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تشبثها بسحب الثقة من مبعوثه الخاص في الصحراء كريستوفر روس رغم إعلانه تجديد الثقة فيه. وأوضح وزير الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني الأسباب التي دفعت المغرب إلى سحب الثقة من كريستوفر، حيث أشار إلى أن الأخير قد خرج عن الصلاحيات التي أوكلت له، وأصبح يعبر عن موقفه بدون حياد في عدد من القضايا الخارجة عن إطار صلاحياته، ومنها الدعوة إلى «توسيع» صلاحيات مهمة بعثة المينورسو في الصحراء لتشمل مسألة حقوق الإنسان، وكذا عدد من المواضيع الأخرى التي دعت المغرب إلى فقد الثقة فيه، بعد أن انتهج سلوكا منحازا للطرف الآخر وغير متوازن. يشار إلى أن بعثة المينورسو كانت قد حلت بالصحراء على إثر إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار سنة 1993، تحت إشراف الأممالمتحدة، بين الرباط والبوليساريو، وقد حُددت مهمة بعثة المينورسو في ضبط عملية إطلاق النار وحفظ السلام. وجدير بالذكر أن الجزائر وجبهة البوليساريو كانتا قد رفضتا، بدورهما، التعامل مع المبعوث الأممي السابق في الصحراء، فان فالسوم، بعدما أعلن الأخير في تقريره للأمين العام للأمم المتحدة أن خيار استقلال الصحراء مستحيل وغير واقعي، لتستجيب بعدها الأممالمتحدة إلى طلبهما بتعيين كريستوفر روس، سنة 2008، والذي سبق أن شغل منصب سفير بلاده في الجزائر بداية التسعينيات من القرن الماضي. إلى ذلك، جددت فرنسا دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء الذي يقترحه المغرب، كما دعت إلى تسوية سريعة للخلاف الأخير الذي طرأ بعد سحب المغرب ثقته من كريستوفر. وفي لقاء هو الأول من نوعه في عهد الحكومة الفرنسية الجديدة، قال الناطق الرسمي باسم خارجيتها بيرنار فاليري إن «فرنسا تجدد دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي الذي هو المقترح الواقعي الوحيد المطروح حاليا على طاولة المفاوضات، والذي يشكل الأساس الجدي وذا المصداقية لإيجاد حل في إطار الأممالمتحدة».