كسب المغرب جولة هامة في ملف الصحراء، بعدما نجح في إزاحة المبعوث الدولي للأمم المتحدة الأمريكي كريستوفر روس، الذي رفض المغرب استمراره في تدبير الملف، على خلفية انحيازه لجبهة بوليساريو. وعلمت “الشرق” أن الضغوطات الديبلوماسية التي قام بها المغرب، والاتصالات التي أجراها مع حلفائه، وتقديم الدلائل على عدم التزام المبعوث الأممي بالحياد، خلال اللقاء الذي أجراه وزير الخارجية سعد الين العثماني مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رجحت الكفة المغربية، وتمت الاستجابة لطلب الرباط. وكان المغرب سحب ثقته من المبعوث الأممي في 17 يونيو حزيران الماضي ، حيث كان روس ، بحسب المصادر ذاتها على علم مسبق، بعزم عناصر بوليساريو، بإشعال حرائق في مدينة العيون كبرى مدن الصحراء، بالتزامن مع زيارته للمنطقة، حيث أكد المغرب أنه يتوفر على دلائل قاطعة تؤكد معرفة المبعوث الأممي، واطلاعه التام، على ما كانت تخطط له البوليساريو، في المقابل لم يبد روس أي تحرك لوقف هذا المخطط، الأمر الذي اعتبره المغرب خروجا عن الحياد المطلوب في أي مبعوث أممي. واتهم وزير الخارجية المغربي، روس باستعمال عبارات مسيئة للمغرب حين صرح بأنه لم يكن منصفا في آخر تقرير له، وإنه لم يحقق أي نتيجة تذكر في المفاوضات التي يرعاها منذ سنتين” وكان آخر تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية في 17 أبريل الماضي، تم تقديمه إلى مجلس الأمن، زعم أن اتصالات بعثة الأممالمتحدة، مع مقر الأممالمتحدة في الصحراء “اخترقت وأن عوامل كثيرة قوضت قدرة البعثة على مراقبة الوضع ونقل تقارير ثابتة عنه. وبحسب مصادر “الشرق” فمن المرتقب أن يعين الأمين العام للأمم المتحدة المبعوث الجديد، قبل الاجتماع السنوي للجمعية العامة مطلع سبتمبر المقبل. ويكتسب المقترح المغربي لحل النزاع في الصحراء، تأييدا من طرف العديد من القوى الدولية، التي ترى في مشروع الحكم الذاتي ببرلمان وحكومة محليين يبقيان تحت سيادته، حلا ناجعا لإنهاء الصراع ، أما جبهة البوليساريو فترفض مقترح المغرب، رغم جلوسها عدة مرات إلى طاولة المفاوضات، حيث تؤكد مدعومة بالجزائر، على ما تسميه “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عبر إجراء استفتاء”، بحسب لوائح انتخابية قديمة تعود إلى الفترة التي كانت فيه إسبانيا بالمنطقة. يذكر أن الجولات التسع غير الرسمية السابقة، التي جرت بين المغرب وبوليساريو برعاية الوسيط روس ، لم تحرز أي تقدم٬ ووضعت المفاوضات في مأزق كبير .