حضر عدد من الكتاب المتوسطيين والسينمائيين وهواة الفن والأدب في خزانة السينما في طنجة، مساء الخميس، افتتاح الدورة الأولى من مهرجان سينمائي موسيقي أدبي بعنوان “مراسلات طنجة”، يقدم عروضاً فنية ولقاءات أدبية، وأعمالاً سينمائية محورها الأدب. ويستمر مهرجان “مراسلات طنجة” أربعة أيام ستكون حافلة بالأنشطة التي تتمحور على الأدب خصوصاً، وأحياناً السينما. ومعروف عن طنجة أنها مدينة محمد شكري صاحب رواية “الخبز الحافي”، كما أقام وكتب فيها عدد من كبار الكتاب العالميين، مثل جان جينيه، وبول بولز، وآخرين. وعرفت طنجة دائماً كيف تجذب كبار المبدعين، فتحولت إلى مدينة تسكن الحكاية والفكرة واللوحة، وهو ما أراد منظمو المهرجان محاولة إظهاره في تظاهرتهم التي تجمع أدباء وفنانين من المغرب وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة ومصر والمكسيك واليونان، وغيرها. واعتبر منظمو التظاهرة أن طنجة مدينة اللغات المتعددة عرفت دائماً كيف تجتذب الكتاب والرسامين والشعراء والموسيقيين على أنواعهم، فمنهم من أقام فيها ومنهم من عبر، لكنهم جميعاً أعادوا تشكيل صورة المدينة في أعمالهم الإبداعية. ويقام مهرجان “مراسلات طنجة” على غرار مهرجان “مراسلات مانوسك” الفرنسي، وبدعم من هذا المهرجان، ومن المعهد الفرنسي، ومركز الكتاب الفرنسي، ومعهد سرفانتيس الإسباني، وجميعة “تماس” التي تعمل على إحلال روح التبادل بين أنحاء المتوسط. وبعد الجلسة الأدبية، الخميس، كان في افتتاح التظاهرة سهرة موسيقية مع محمود درويش، حيث جسدت فرقة موسيقية فرنسية بالتعاون مع اللبناني ريس بيك غناء قصيدة “مديح الظل العالي” لمحمود درويش. أما أنشطة الجمعة فتبدأ بعرض سينمائي جماعي لأربعة فنانين صوروا بالسوبر 8 أفلاماً تجريبية قصيرة جسدوا فيها قصائد كتبوها العام 2009 في مدينة طنجة بمبادرة من جمعية “تماس” التي تديرها الشاعرة والفنانة الأمريكية سارة ريفز، التي يتم العرض بحضورها. ويعرض العمل الجماعي الذي أنجزه كل من إيفان بوكارا من فرنسا، وأكرم زعيتر من لبنان، إضافة إلى ناتاليا المادا، وجيم كوهين (المكسيك وإسبانيا) في خزانة السينما، بينما يتضمن البرنامج حواراً أدبياً بين الكاتب المصري خالد الخميسي، والإسباني خوان غويسيلو. ويجمع لقاء أدبي آخر بين الكاتبين الإسبانيين خوان غويسيللو، وخوان فرانسيسكو فيري، اللذين يتناولان فكرة تسويق الأدب بلغات مختلفة، وفنون منها السينما. ويعرض نص مقروء مرفوق بالموسيقى مع أربع شخصيات للكاتبة الفرنسية دومينيك أوفالدي بعنوان “حيوات العصافير”، وهي حكاية أربع شخصيات تتقاطع مصائرها باستمرار، ووضع الموسيقى للرواية الصادرة العام الماضي فيليب بيجار رئيس فرقة طنجة الموسيقية. وفي نشاط آخر اليوم يحمل عنوان “في غياب أحمد بوعناني” طاولة مستديرة حول شخصه واعماله في حين يقدم معرض الكتب الصغير المصاحب للمهرجان روايته الجديدة “المستشفى”، ويتم بعد النقاش عرض فيلمين قصيرين له. وتجمع قاعة بيكيت في سهرة اليوم بين المخرج محمد حمودان، والممثل إريك فالنتان في قراءة مزدوجة حول النص الأخير للكاتب محمد لفتح الذي رحل قبل أربع سنوات، وللاحتفاء بصداقة أدبية فريدة من نوعها جمعت الحمودان ب”لفتح”، وتحديداً في مدينة طنجة حيث التقيا سابقاً. وفي الجلسة الأولى يوم السبت قراءات من أعمال الكندي – الأمريكي جاك كيرواك بالإنكليزية والفرنسية، يليها حوار أدبي بين الكاتبين الفرنسيين إيمانويل هوكار، وباسكال كينيار، اللذين كتبا أيضاً عن طنجة. ويجمع حوار آخر “على ضفة المتوسط” بين الأديبين المصري خالد الخميسي، والفرنسي ماتياس إينار، صاحب رواية “شارع السراقين” التي تدور أحداثها في طنجة. وفي المساء، وتحت عنوان “يوم الحزن” المقتبس من “الخبز الحافي” للكاتب محمد شكري، عرض لفرقة “ذاكرات المستقبل” في ساحة القصبة، والعرض عبارة عن قراءة عامة حول أحداث 1952. ويتبع هذا النشاط قراءة موسيقية في متحف القصبة بعنوان “نساء يقلن وداعاً” لباسكال كينيار، ولوريندا رامو. أما يوم الأحد فيشهد في حديقة متحف القصبة تقديم عرض “طنجة حبي” للموسيقي فيليب بيجر، مصحوباً بعبدالله الغورد، وموسيقيي دار الغناوى، يليه حوار بعنوان “الكاتب والسياسة” بين الكاتبين خوان غويتسيللو، وإلين شلومان، تمت ترجمته من الإسبانية إلى الفرنسية، ويدير اللقاء عمر برادة. بينما يتم بعد الظهر عرض “أنا الموقع أدناه أحمد صفريوي”، وهو شريط وثائقي لنبيل لحلو يدور حول شخصية كان لها دور كبير في المغرب في إطلاق ورعاية الكتابة باللغة الفرنسية، ويعرض الشريط بحضور المخرج الذي يقدم له أيضاً شريط “سنوات المنفى”. ويجمع لقاء شعري وقراءات مع مديري المركز الدولي للشعر في مرسيليا، وهو مكان احتضن ودعم نحو 2000 شاعر من العالم. أ ف ب | طنجة (المغرب)